أبلغت إسرائيل الإدارة الأميركية بأنها تريد دفع قوات "حزب الله" لمسافة 10 كيلومترات بعيدًا عن الحدود، كجزء من اتفاق دبلوماسيّ لإنهاء التوترات مع لبنان، حسبما صرح 3 مسؤولين إسرائيليّين وأميركيّين لموقع أكسيوس الإخباري. وبحسب "أكسيوس" تشعر الإدارة الأميركية بقلق عميق من أنّ المناوشات الحدودية المتصاعدة، يمكن أن تؤدي إلى حرب شاملة ستكون أسوأ من الصراع في غزة. وبدأ "حزب الله" بمهاجمة المواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود وإطلاق الصواريخ والطائرات دون طيار، على الأجزاء الشمالية من إسرائيل، عقب وقت قصير من اندلاع الحرب في غزة. وقامت إسرائيل بإجلاء عشرات الآلاف من المدنيّين من القرى والبلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود كإجراء احترازي، تحسّبًا لهجوم محتمل من قبل قوات "حزب الله"، مثل الهجوم الذي نفذته "حماس" في 7 أكتوبر. وقالت الحكومة الإسرائيلية علنًا إنه من أجل السماح للمواطنين الإسرائيليّين بالعودة إلى منازلهم، يجب أن يتغير الوضع إما من خلال حل دبلوماسيّ أو عمل عسكري. ويعمل كبير مستشاري الرئيس الأميركيّ عاموس هوشتاين، ومسؤولون أميركيون آخرون على محاولة التوصل إلى مثل هذا الحل الدبلوماسي، ولكن لم يتمّ إحراز تقدم يذكر حتى الآن، حسبما ذكر "أكسيوس".أميركا تدفع من أجل التوصل إلى حل وكانت التوترات على الحدود مع لبنان إحدى القضايا الرئيسية التي تمت مناقشتها خلال اجتماع وزير الدفاع لويد أوستن هذا الأسبوع، مع رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في تل أبيب. وقال مسؤولون إسرائيليون إنّ نتنياهو وغالانت أبلغا أوستن أنّ إسرائيل لا يمكنها قبول نزوح عشرات الآلاف من مواطنيها لأشهر عدة بسبب الوضع الأمنيّ على الجانب الآخر من الحدود. وأبدى نتانياهو رغبة في الوصول إلى اتفاق يتضمن دفع قوات "حزب الله" إلى مسافة كافية، بحيث لا تتمكن من إطلاق النار على القرى والبلدات الإسرائيلية على طول الحدود، أو أن تكون قادرة على شنّ غارة مثل تلك التي نفذتها "حماس" في 7 أكتوبر، بحسب ما يقول مسؤولون أميركيون. وقال المسؤولون إنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ ووزير الدفاع أبلغا أوستن، أنه كجزء من هذا الاتفاق يريدون عدم السماح لـ"حزب الله" بالعودة إلى مواقعه على طول الحدود، التي دمرتها إسرائيل في الشهرين الماضيَين. وذكر مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أنّ أوستن أبلغ نتانياهو وغالانت، أنّ إدارة بايدن تتفهم المخاوف الإسرائيلية وستدفع من أجل التوصل إلى حل سلمي، لكنهم طلبوا من إسرائيل منح الوقت والمساحة للدبلوماسية، وعدم اتخاذ خطوات تؤدي إلى تفاقم التوترات. وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أنّ إسرائيل مستعدة لمنح الدبلوماسية فرصة، لكنهما أيضًا أكدا أنهما يريدان رؤية تقدم في الأسابيع القليلة المقبلة. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، تشهد الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، تبادلًا للقصف بشكل يوميّ بين الجيش الإسرائيليّ و"حزب الله" اللبناني، المدعوم من إيران. ويؤكد الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية حدودية، وتردّ الدولة العبرية بقصف جوّي ومدفعي، يطال أهدافًا عسكرية ومدنية في جنوب لبنان. وأوقعت أعمال العنف التي لا تزال محصورة حتى الآن بالمناطق الحدودية، أكثر من 136 قتيلًا بينهم نحو 100 من مقاتلي "حزب الله"، و11 قتيلًا على الأقل من الجانب الإسرائيلي. (ترجمات)