تدرس الولايات المتحدة وبريطانيا طرقا لتكثيف حملتهما العسكرية ضد المسلحين "الحوثيين" في اليمن من دون إثارة حرب أوسع نطاقا، مع التركيز على استهداف الإمدادات الإيرانية وشن ضربات استباقية أكثر حدة، حسبما نقلت وكالة "بلومبيرغ" عن أشخاص مطلعين على الأمر. ويمكن أن تمثل الخطط تصعيدا في جهود التحالف لإنهاء الفوضى في البحر الأحمر، الذي كان يتعامل مع حوالي 12% من التجارة العالمية قبل أن يبدأ "الحوثيون" في استهداف السفن التجارية ردا على القصف الإسرائيلي لقطاع غزة. وأدت هجمات "الحوثيين" إلى ارتفاع تكاليف التأمين وأثارت مخاوف من ضغوط تضخمية جديدة حيث تسلك السفن طريقا أطول وأكثر تكلفة حول الطرف الجنوبي من إفريقيا.عرقلة إمدادات الأسلحة الإيرانية لـ"الحوثيين"ويكمن الخطر في أن اتخاذ المزيد من الإجراءات العدوانية من شأنه أن يضع الولايات المتحدة في صراع مباشر مع إيران ويثير نوعاً من الصراع الإقليمي الذي يقول الرئيس جو بايدن إنه يريد تجنبه. لكن، الاعتبارات تنبع من الاعتراف بأن سلسلة الضربات الأميركية والبريطانية ضد "الحوثيين" حتى الآن لم تردع الجماعة أو تقلل من قدرتها على استهداف الشحن التجاري، حسبما تقول الوكالة الأميركية، مشيرة إلى تعهد "الحوثيين" بتكثيف هجماتهم منذ أن بدأ الحلفاء في استهدافهم الأسبوع الماضي. وقال الأشخاص المطلعون على الأمر، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تدرسان طرقًا أفضل لعرقلة الجهود الإيرانية لإعادة إمداد "الحوثيين" في البحر، خصوصا بالنظر إلى أنه سيكون من الصعب قطع الطرق البرية. وردد مسؤول بريطاني هذه الحجة أيضا، قائلا إن المسؤولين يدرسون أنواعا مختلفة من العمليات العسكرية لعرقلة تدفق الأسلحة الإيرانية إلى "الحوثيين". ويقول المدافعون عن اتخاذ إجراءات أكثر عدوانية أيضًا إن الوقت قد حان بسبب ما يعتبرونه ضعفًا إيرانيًا. فيما يؤكد أشخاص مطلعون على الموقف الأميركي أن القيادة في إيران ربما تكون قد بالغت في دعمها لـ"الحوثيين" إلى جانب شن هجمات في باكستان والعراق، وقد لا ترد على المزيد من التصعيد. وبحسب "بلومبيرغ"، يقترن ذلك بمخاوف متزايدة من أن اضطرابات البحر الأحمر قد تستمر لفترة أطول مما كان متوقعا في البداية.ومنذ منتصف نوفمبر الماضي، تعرضت ما لا يقل عن 16 سفينة لضربات مباشرة من طائرات مسيّرة أو صواريخ تابعة لـ"الحوثيين"، وفقا لبيانات من شركة الاستخبارات البريطانية أمبري أناليتيكس. وتشير بعض الأدلة حاليا إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها قد اتخذوا بالفعل نهجا أكثر عدوانية، إذ قال "البنتاغون" إن القوات الأميركية صعدت الأسبوع الماضي على متن مركب شراعي في بحر العرب وصادرت مكونات صواريخ إيرانية الصنع كانت متجهة إلى "الحوثيين". وقبل ساعات، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن الولايات المتحدة ضربت 3 صواريخ كروز مضادة للسفن كانت "جاهزة للانطلاق". وأضاف كيربي: "يحتاج (الحوثيون) إلى وقف هذه الهجمات، يمكنهم اتخاذ هذا القرار. ولدينا خيارات يجب علينا اتخاذها أيضًا. وسنواصل استكشاف هذه الخيارات".مناقشة قواعد الاشتباك الحاليةوأجرى الحلفاء مناقشات حول ما إذا كانت قواعد الاشتباك الحالية تسمح بضربات العدوانية التي يتصورها المسؤولون. وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، إن قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، لديه بالفعل السلطة التي يحتاجها لاتخاذ إجراء دفاعي. بينما ذكر مسؤول أميركي آخر أنه لا توجد حاجة لتغييرات في السياسة. وقال الأشخاص المطلعون على الموقف الأميركي إن مسؤولي الإدارة يعتقدون أن إيران بالغت في تقدير دورها وأثارت القلق في المنطقة. ونقلت "بلومبيرغ" عن مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية قوله إن دول الشرق الأوسط وخارجها تشعر بقلق متزايد بشأن تصرفات إيران وتتعاون معا في الأمم المتحدة وأماكن أخرى للرد على طهران ووكلائها. وفي الأيام الأخيرة، شنت إيران هجمات صاروخية على مواقع في العراق وباكستان، مما أثار غضب حكومات هذين البلدين وزيادة مخاطر نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقا. وأصدر كبار المسؤولين العراقيين انتقادات علنية نادرة لإيران بعد أن هاجمت طهران ما قالت إنها قاعدة تجسس إسرائيلية في العراق بالصواريخ انتقاما لاغتيال أحد قادتها في سوريا. وفي معرض حديثه عن الهجمات الأميركية في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، يوم الثلاثاء، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان: "نحن لا نبحث عن صراع إقليمي". لكنه قال "إننا نحتفظ بالحق في اتخاذ المزيد من الإجراءات" لأنه لا يمكن السماح لـ"الحوثيين" باختطاف التجارة العالمية. (ترجمات)