تتداخل المصالح الإقليمية والدولية في الصراع القائم بين "حزب الله" وإسرائيل، ما يزيد المخاوف من حدوث تصعيد شامل قد يؤدي إلى نزاع مفتوح في المنطقة. نزاع قد يجر ميليشيات تنشط في دول مجاورة على غرار ميليشيا كتائب سيد الشهداء الموالية لإيران، إلى المشاركة في القتال. وبالفعل، تعهدت هذه الميليشيا العراقية بإرسال 100 ألف مقاتل إلى حدود لبنان، كما وجه أمينها العام أبو آلاء الولائي رسالة إلى الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، أكد فيها بأنّ قواته تنتظر إشارة منه حتى يمدّ الحزب بمئة ألف من المقاتلين، بالتزامن مع هجمات إسرائيل الأخيرة في لبنان وسوريا. إلى ذلك، أفيد في العراق بأنّ ميليشيات مسلحة بدأت بمراجعة أمن شبكة الاتصال، خشية تكرار سيناريو تفجير البيجر في لبنان. وقالت مصادر إنّ قادة أحزاب وفصائل مسلحة أجروا اتصالات لتقدير الموقف بعد الضربة الصادمة لـ"حزب الله" في لبنان.الراعي الرسمي "إيران"وعن إمكانية إرسال عدد هائل من المقاتلين العراقيّين إلى لبنان، قال الخبير العسكريّ والإستراتيجيّ الدكتور مهند العزاوي لقناة "المشهد": "من الممكن جدًا أن يحصل هذا، لأنّ الساحة بين العراق وسوريا ولبنان مفتوحة، والتنظيمات العسكرية في هذه البلاد مرتبطة هرميًا وعقائديًا وعسكريًا ولوجستيًا بالراعي الرسميّ إيران، وهي تعمل وفق سياسة مُحكمة".وتابع العزاوي قائلًا: "تنظيم "حزب الله" يُعتبر الأب الروحيّ والعسكريّ للتنظيمات العسكرية في العراق واليمن وسوريا، فهو من أسس وساعد ودرب هذه التشكيلات، بالتالي عندما تتعرض إحدى هذه الفصائل لأيّ أزمة، من الطبيعيّ أن يتم إسناد الفصيل الذي يتعرض لهجوم".توجيه عسكري إيرانيوأضاف العزاوي قائلًا: "التوجيه العسكريّ بالذات ضمن هذه التنظيمات أكان في سوريا أو العراق أو اليمن، يأتي من الحرس الثوريّ الإيراني، وهذه التشكيلات العسكرية مرتبطة ارتباطا جذريًا بإيران، ولكنّ مسألة ذهاب القوات العراقية إلى لبنان قد تحصل بناءً على رغبة حسن نصر الله أو "حزب الله" وليس إيران، لأنهم على علم بتفاصيل الجغرافيا اللبنانية التي لا تسمح بوجود قوات بهذا العدد في الميدان".واستطرد قائلًا: "إذا وقعت الحرب في لبنان، لن يكون هناك أهمية كبيرة لهذه التشكيلات البشرية في القتال، لأنّ إسرائيل تسيطر على الجو ولديها سيادة مطلقة في الجو، بالتالي هي لا تحتاج لقتال بري، لأنها تستطيع أن تحسم الأمور من الجو مباشرة، حتى "حزب الله" لا يحتاج لهذا العدد الهائل من القوات، لأنّ المشكلة اليوم داخل الحزب ليست بعدد المقاتلين، بل هي مشكلة تتعلق بالنخبة النوعية والقيادة النوعية التي تم استهدافها".(المشهد)