أعلن "حزب الله" اللبنانيّ الأحد، استهداف مركز استطلاع في جبل حرمون في الجولان السوريّ الذي يتبع للسيادة الإسرائيلية، بمسيّرات انقضاضية، مشيرًا إلى أنها "أكبر عملية للقوات الجوية بالحزب" منذ 8 أكتوبر. وعلى الرغم من أنه ضرب مناطق أخرى في مرتفعات الجولان السورية مرارًا وتكرارًا، فإنّ "حزب الله" قال إنّ هذه هي المرة الأولى التي يضرب فيها هدفًا عسكريًا يقع على أعلى ارتفاع في الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل.وتمتلك إسرائيل منشآت مراقبة وتجسس ودفاع جوّي رئيسية على جبل الشيخ، حيث تطل على العاصمة السورية، وتعمل على مراقبة سوريا والعراق والأردن منذ حرب أكتوبر 1973.مخاوف من التصعيد ويتصاعد الصراع بين "حزب الله" المتحالف مع إيران، وإسرائيل، تدريجيًا منذ أشهر، ما يثير مخاوف من نشوب حرب واسعة النطاق، يقول الجانبان إنهما يرغبان في تجنبها ويعمل الدبلوماسيون على منعها.وصعّد حزب الله هجماته، وأرسل أعدادًا أكبر من الطائرات المسيّرة المتفجرة، واستخدم نوعًا جديدًا من الصواريخ، وأعلن أنه استهدف الطائرات الحربية الإسرائيلية للمرة الأولى، وفقًا لمصادر مطلعة على ترسانة "حزب الله".ويمثل هذا التصعيد اختبارًا للقواعد غير المكتوبة التي حصرت الصراع إلى حدّ كبير في المناطق الواقعة على الحدود أو بالقرب منها، منذ أكتوبر، ما أدى إلى إبقاء المدن اللبنانية والإسرائيلية خارج خط النار.وتلقي إسرائيل باللوم على "حزب الله" في تزايد أعمال العنف، وكررت تعهداتها باستعادة الأمن على الحدود، ولم يردّ الجيش الإسرائيليّ على طلب رويترز للتعليق على أحدث هجوم لـ"حزب الله".هجوم طبريا وفي وقت سابق الأحد، أعلن "حزب الله" إطلاق "عشرات صواريخ الكاتيوشا" على قاعدة عسكرية قرب طبريّا في شمال إسرائيل، وشنّه هجومًا على "تجهيزات تجسّسية" عند الحدود. وأصيب 4 أشخاص في إسرائيل، من بينهم ثلاثة على الأقل بشظايا، بحسب مركز طبي. من جهتها، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية، بأنّ غارات إسرائيلية استهدفت الأحد مناطق عدّة في جنوب لبنان. وفي هذا الإطار، أكّد وزير الدفاع الإسرائيليّ يوآف غالانت خلال لقائه جنودًا في جبل حرمون، أنّه حتى لو تمّ التوصّل إلى "اتفاق (لإطلاق سراح) المخطوفين... في الجنوب، لكنّ هذا لا يشمل ما يحدث هنا (في الشمال) إلا في حال توصّل حزب الله إلى تسوية". وخلال القصف المتبادل بين اسرائيل و"حزب الله" منذ اندلاع حرب غزة، أسفر التصعيد عن مقتل 497 شخصًا على الأقل في لبنان، غالبيتهم مقاتلون من "حزب الله" ونحو 95 مدنيًا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات "حزب الله" ومصادر رسميّة لبنانيّة. وأعلن الجانب الإسرائيليّ من جهته، مقتل 16 عسكريًا و11 مدنيًا. (وكالات)