قالت شبكة "سي إن إن"، إنّ رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، نجح في رفع مكانة الهند على الساحة العالمية بشكل لم يسبق له مثيل من قبل أيّ زعيم آخر للدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم.ووضع مودي، الذي حصل على فترة ولاية ثالثة في منصبه هذا الأسبوع، الهند واقتصادها، سريع النمو كلاعب حاسم في القضايا العالمية، مثل تغير المناخ والتنمية، في حين عزز دور نيودلهي كشريك أمنيّ رئيسيّ للولايات المتحدة.وأشارت "سي إن إن" إلى أنّ فوز مودي سيمنح الزعيم البالغ من العمر 73 عامًا وحزبه بهاراتيا جاناتا القوميّ 5 سنوات أخرى لرفع مكانة الهند العالمية ــ وإدارة علاقاتها المثيرة للجدل والحدود المتنازع عليها مع جارتيها المسلحتين نوويًا الصين وباكستان.تحديات موديلكنّ نتائج الانتخابات تضع مودي أيضًا في موقف مُختلف جذريًا عن ذلك الذي تمتع به خلال العقد الأول من وجوده في السلطة، إذ فشل الزعيم الهنديّ وحزبه في الحصول على الأغلبية المطلقة المتوقعة، ويجب عليهما الاعتماد على شركاء الائتلاف لتشكيل الحكومة. وقال مؤلف كتاب "المهمة غير المكتملة: بحث الهند عن وضع القوة الكبرى من نهرو إلى نهرو" تي في بو، إنّ مودي سيحتاج الآن إلى "تكريس الكثير من الوقت (للشؤون الداخلية) للحفاظ على سلامة الحكومة من خلال ائتلاف له أجندات مختلفة. أحد جوانب طموحات الهند الدولية التي من غير المرجح أن تتغير خلال فترة ولاية مودي الجديدة، هو علاقة نيودلهي بواشنطن، وهي العلاقة التي ساعدت في إبراز صورة رئيس الوزراء كلاعب قوي.شراكة هندية أميركيةوبرزت الهند كشريك أمنيّ رئيسيّ للولايات المتحدة، وهي إحدى ركائز تجمعها الأمنيّ الرباعيّ إلى جانب اليابان وأستراليا، وتعمل على توسيع التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة والدفاع في مواجهة المخاوف المشتركة بشأن الصين المتزايدة القوة والعدوانية. وقالت مديرة مبادرات جنوب آسيا في معهد سياسات المجتمع الآسيويّ في نيويورك، فروى عامر: "إنّ البلدين لديهما مخاوف مشتركة بشأن الاستقرار الإقليميّ ويشرفان على التعاون الدفاعي". وأضافت، "يمكننا أن نتوقع هندًا أكثر حزمًا تتماشى بشكل وثيق مع المصالح الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وتوسع التعاون التكنولوجي". وتحسنت العلاقات بين نيودلهي وواشنطن في السنوات الأخيرة، حتى مع استمرار مودي، في اتباع سياسة الهند المتمثلة في الاستقلال الاستراتيجيّ للدفع باتجاه نظام عالميّ لا تهيمن عليه الولايات المتحدة أو التنافس بين الولايات المتحدة والصين - وهو هدف آخر من المتوقع أن يظل من دون تغيير بحلول الانتخابات. على سبيل المثال، رفضت نيودلهي التخلي عن علاقاتها الوثيقة مع روسيا، على الرغم من الضغوط الأميركية على شركائها لحملهم على قطع العلاقات مع الدولة المتحاربة. (ترجمات)