"لقد تعرضت لهجوم المنظمات الإرهابية منذ 50 يوما.. 17 شخصا رهن الاعتقال. لقد أوكلت شرفي للدولة التركية"، كانت هذه تصريحات محرم إنجه المرشح المنسحب من سباق الرئاسة في الانتخابات التركية بعد الإدلاء بصوته.وكان إنجه في مواجهة كل من الرئيس التركي الحالي رجب طيب إردوغان ومرشح الطاولة السداسية كمال كليجدار أوغلو وسنان أوغان عضو حزب النصر.قرار انسحابه جاء بسبب ما أسماه حملة تشويه ضده من خلال صور ومقاطع فيديو تضمنت مشاهد لعلاقة خارج إطار الزواج.كما كشفت وثائق مسربة حصوله على تبرعات من أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم، الأمر الذي ينفيه رئيس حزب البلد.وصوّت محرم إينجه اليوم الأحد في أنقرة رفقة زوجته أولكو إنجه، وبينما كان يغادر مركز الاقتراع نشب خلاف حاد بين أنصاره ومجموعة مؤيدة لزعيم المعارضة كليجدار أوغلو، مما دفع الشرطة للتدخل منعا لتصاعد التوتر.استمرار التصويت لمحرم إنجهورغم انسحاب محرم، أكدت السلطة الانتخابية في تركيا على صحة الأصوات التي حصل عليها مرشح المعارضة في خارج البلاد.وفي حديثه للصحفيين يوم السبت، قال رئيس المجلس الأعلى للانتخابات أحمد ينر إنهم تلقوا التماسا من إنجه يوم الجمعة لترك السباق. وقال ينر إنه تماشيا مع المادة 12 من القانون رقم 6271، خلص المجلس إلى أنه ينبغي قبول الأصوات التي تم الإدلاء بها لصالح إنجه.وعلى الرغم من انسحاب إنجه من السباق الرئاسي، لا يزال حزبه "الوطن" يتنافس على مقاعد في البرلمان. لكن عددا من الأتراك أكدوا لوسائل إعلام تركية عزمهم التصويت لصالح المرشح المنسحب، كما أن بطاقة الاقتراع لا تزال تتضمن صورة محرم وعلامة حزبه. فما مصير هذه الأصوات؟أصوات مُلغاة لصالح المعارضةالمحلل السياسي التركي جواد كوك يقول إن أصوات إنجه ليست لأحد وتعتبر لاغية، لكن التصويت لحزبه سيحتسب في السباق البرلماني.وكشف كوك في حديث لمنصة "المشهد" أن من صوتوا لمحرم في خارج تركيا عددهم قليل ولا يؤثر على نتيجة الانتخابات، وداخليا بعد الانسحاب لم يكن هناك إمكانية لطباعة أوراق اقتراع جديدة لا تتضمن اسمه. واعتبر كوك أن الأصوات الملغاة في صالح مرشح المعارض كمال كليجدار أوغلو، ولهذا السبب أنصار حزب الشعب الجمهوري يقولون نحن نعرف أتباعنا سيكونون حريصين للتصويت لنا. وكشف كوك أن تركيا صباح اليوم شهدت إقبالا كبيرا على مراكز الاقتراع، وقال: "الأتراك أثبتوا منذ ساعات الصباح الأولى أنهم يسعون للتغيير".وقال كوك إن المعارضة أقرب إلى الفوز ولربما لديها حظوظ كبيرة في الجولة الأولى، مشيرا إلى أن احتمالية الذهاب إلى جولة ثانية قد يكون معقدا للمعارضة لأن:نتائج الانتخابات البرلمانية تحسم بتصويت اليوم يمكن بعض أحزاب التحالف أن تحصل على ما تريد.بعض أحزاب التحالف يمكن أن تتراجع عن دعم كليجدار أوغلو في جولة ثانية من التصويت.ويتابع المحلل السياسي التركي: إلغاء الأصوات لا يؤثر سلبيا على المعارضة ولهذا السبب قال إردوغان إنه يتأسف لانسحاب إنجه، فالحزب الحاكم هو من دعم محرم إنجه ولم يكن ليصل إلى 100 ألف توقيع ليكون مرشحا من دون أنصار إردوغان، في المقابل اتجهت المعارضة لدعم سنان أوغان. وذكّر المتحدث ذاته أن المنشقين عن حزب الشعب الجمهوري هم أتباع إنجه، وبالتالي فبعد انسحابه سيميل الناخبون لكليجدار رغم كل الخلافات.وهذا ما يؤكد تصريح نائب مرشح حزب البلد فيدل أوكان، حيث قال: "اليوم مع الأصدقاء نحن مع الأصدقاء في الانتخابات الرئاسية نصوت لصالح كمال كليجدار أوغلو".من جانبه، يقول النائب السابق عن حزب العدالة والتنمية رسول طوسون إن أصوات إنجه لا دور لها وإن قام البعض باختياره رئيسا في الاقتراع.تطور قضية محرم إنجهوتم اعتقال 13 شخصا من المتورطين العشرين في قضية "تشويه سمعة" محرم إينجه في مدن مختلفة. ومن بين المعتقلين كمال أوزكيراز، مؤسس شركة استطلاعات رأي، ومستشار حزب الشعب الجمهوري الذي يرأسه كليجدار أوغلو.وأشار البيان الذي أدلى به مكتب المدعي العام في أنقرة إلى أن المعتقلين يواجهون اتهامات بـ "الابتزاز" و "التهديد" و "تزوير الوثائق" و "الاستيلاء غير القانوني على البيانات الشخصية ونشرها".وورد في البيان اعتقال 13 من المشتبه بهم وطلب مذكرة توقيف بحق 4 منهم كانوا في الخارج. وأحيل 4 من المشتبه بهم المحتجزين إلى المحكمة. وتعليقا على تطورات هذه القضية، قال جواد كوك إن محرم إنجه من حقه أن يقاضي من شوه سمعته، مؤكدا أن القضاء التركي نزيه وأثبت ذلك من خلال فتح تحقيق في ما تعرض له مرشح لرئاسة تركيا. وحذّر المحلل السياسي التركي من أنه إذا فاز إردوغان هذه المكتسبات الديمقراطية قد تكون مهددة خصوصا في ظل قوة المعارضة.ورغم أن إنجه تلقى اتصالا هاتفيا من إردوغان كدعم له بعد الاتهامات التي وجهت له، فيما رفض اتصالا من كليجدار أوغلو، ذهبت تقارير صحفية بالقول إن محرم سيتجه إلى مقاضاة كليجدار بعد الانتخابات.وهذا ما يستبعده طوسون الذي اعتبر أن محرم لا يملك دليلا ملموسا يمكّنه من اتهام زعيم المعارضة. وستقرر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ليس فقط من سيقود تركيا وإنما ستحدد أيضا أسلوب حكمها والاتجاه الذي سيمضي إليه الاقتصاد وسط أزمة غلاء محتدمة فضلا عن شكل سياستها الخارجية.وتظهر استطلاعات الرأي تقدما بفارق ضئيل لكمال كليجدار أوغلو منافس إردوغان الرئيسي.وأظهر استطلاعان يوم الجمعة أن نسبة تأييده تتجاوز مستوى 50% اللازم لتحقيق فوز صريح. وإذا ما لم يتمكن أي منهما من الحصول على أكثر من 50% من الأصوات اليوم الأحد فستُجرى جولة إعادة في 28 مايو.وستغلق مراكز الاقتراع في الانتخابات، التي تجري أيضا لاختيار برلمان جديد، أبوابها في الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (1400 بتوقيت غرينتش). ويحظر قانون الانتخابات التركي نشر أي نتائج قبل التاسعة مساء. ومن المتوقع أن تتوافر بحلول ساعة متأخرة من مساء اليوم مؤشرات واضحة حول ما إذا كانت ستجري جولة إعادة للانتخابات الرئاسية.(المشهد)