يضع البيت الأبيض اللمسات الأخيرة على خطة لتخفيف بعض القيود على كيفية استخدام أوكرانيا للأسلحة التي تبرعت بها الولايات المتحدة، وحماية نفسها بشكل أفضل من الصواريخ الروسية، وفقًا لمسؤولين مطّلعين على المناقشات.وبحسب صحيفة "بوليتيكو"، فقد عُقدت المحادثات عن كثب، بين مجموعة صغيرة من المسؤولين داخل البيت الأبيض، حسبما قال أحد المشاركين في النقاش. ولفتت الصحيفة إلى أنّ تفاصيل الخطة لا يزال يتم تجميعها، إلا أنّ مسؤولين في واشنطن ولندن وكييف، ناقشوا مؤخرًا توسيع المنطقة داخل روسيا، التي يمكن لأوكرانيا ضربها بأسلحة أميركية وبريطانية الصنع. كما تم بحث كيفية منع هجمات روسية إضافية عبر الحدود، بما في ذلك موافقة الولايات المتحدة على السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بريطانية بعيدة المدى، التي تحتوي على أجزاء أميركية، لضربها داخل روسيا. وتمثل المحادثات الحالية بين واشنطن وكييف تغيرًا كبيرًا في فحوى المحادثات، عن تلك التي أجراها البلدان في وقت سابق خلال الصيف. ويشير ذلك إلى أنّ إدارة بايدن قد تكون مستعدة للموافقة أخيرًا على طلبات كييف، لتمكين الجيش الأوكرانيّ من الدفاع عن نفسه بقوة أكبر، واتخاذ خطوات أكثر عدوانية داخل روسيا. توسع منطقة استهداف روسياوفي يونيو، أشار مستشار الأمن القوميّ جيك سوليفان، إلى أنّ الولايات المتحدة قد تكون على استعداد لتوسيع المنطقة التي ستسمح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأميركية في روسيا. وقال، "الأمر لا يتعلق بالجغرافيا. الأمر يتعلق بالفطرة السليمة.. إذا كانت روسيا تهاجم أو على وشك الهجوم من أراضيها على أوكرانيا، فمن المنطقيّ فقط السماح لأوكرانيا بالرد". ازدادت المحادثات إلحاحًا في الأيام الأخيرة، بعد أن أكدت الولايات المتحدة أنّ إيران نجحت في شحن صواريخ باليستية إلى روسيا.وعلى مدى أشهر، قاوم كبار المسؤولين الأميركيّين دعوات كييف ودول أوروبية أخرى لرفع جميع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الأميركية المتبرّع بها داخل روسيا. وفي مايو، قررت إدارة بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة معينة داخل روسيا، لكنها منعت كييف من استخدام صواريخ بعيدة المدى. وتأرجح منطق واشنطن لإبقاء القيود المتبقية في مكانها بين عدم الرغبة في تصعيد التوترات مع موسكو إلى القول، بأنّ روسيا نقلت الكثير من أهدافها عالية القيمة خارج النطاق، بحيث لا تستطيع أوكرانيا ضربها حتى لو تم منح الإذن. كما أشار المسؤولون الأميركيون إلى أنه نظرًا لأنّ الجيش لم يعد يشتري أنظمة الصواريخ التكتيكية، فإنّ المخزون محدود، ويقترب من المكان الذي ستشعر فيه الولايات المتحدة بالقلق بشأن مخزونها، فيما لا تزال شركة لوكهيد مارتن المصنّعة لهذه الصواريخ، تنتج مئات عدة منها سنويًا. استخدام صواريخ بريطانيةويُجري قادة الدفاع البريطانيون مناقشات مع نظرائهم الأميركيّين منذ أسابيع، حول جعل الولايات المتحدة توقع على أوكرانيا باستخدام صواريخ "ستورم شادو" البريطانية داخل روسيا. وأشار متحدث باسم البنتاغون إلى تعليقات وزير الدفاع لويد أوستن الأسبوع الماضي، بعد اجتماع لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في ألمانيا، حيث قال: "لا أعتقد أنّ قدرة واحدة محددة ستكون حاسمة، وأنا متمسك بهذا التعليق. أعتقد أنّ أوكرانيا لديها قدرة كبيرة جدًا خاصة بها، على معالجة الأهداف التي تتجاوز نطاق ATACMS أو حتى ستورم شادو في هذا الشأن". من غير الواضح ما إذا كانت إدارة بايدن قد قرّرت رفع قيودها على أنظمة الصواريخ التكتيكية بعيدة المدى للجيش، والتي نقلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا. وسبق أن أبلغت أوكرانيا أنها لا تريد أن يستخدم جيشها تلك الأسلحة لضرب عمق روسيا.(ترجمات)