لقرون عديدة، كانت التجارة مع أوروبا الركيزة الأساسية للاقتصاد الروسي، ولكن الحرب في أوكرانيا أنهت على ذلك خصوصا مع فرض العقوبات الغربية وغيرها من القيود التي أدت إلى عزل روسيا بشكل متزايد عن الأسواق الأوروبية. ورداً على ذلك، قامت موسكو بتوسيع علاقاتها مع الدول الأكثر استعداداً للتعامل معها.وبحسب تقرير نشرته صحيفة " نيويورك تايمز" فإن هذا الطريق الجنوبي أصبح محور اهتمام صناع السياسة الروس وهم يحاولون بناء البنية التحتية لخططهم للابتعاد عن الغرب إلى الأبد. ولكن تواجه هذه الجهود تحديات، بما في ذلك تساؤلات حول التمويل، والشكوك حول موثوقية شركاء روسيا الجدد، والتهديدات بفرض عقوبات غربية تستهدف الدول التي تتعامل تجاريًا مع روسيا، بحسب الصحيفة الأميركية.خط سكة حديديالجزء الرئيسي من الخطة الجنوبية هو خط سكة حديد بطول 100 ميل بقيمة 1.7 مليار دولار من المقرر أن يبدأ البناء هذا العام والذي سيكون الرابط الأخير في الطريق بين الموانئ الروسية والإيرانية على الخليج العربي، مما يوفر سهولة الوصول إلى وجهات مثل مومباي، مركز التجارة الهندي. ووافقت روسيا على إقراض إيران 1.4 مليار دولار لتمويل المشروع. وقال خبير النقل والخدمات اللوجستية المقيم في باكو بأذربيجان رؤوف أجاميرزاييف، في إشارة إلى الطريق الجنوبي: "بما أن طرق التجارة التقليدية لروسيا كانت مغلقة إلى حد كبير، كان عليها أن تنظر في خيارات أخرى". لقد وجدت روسيا طرقا عديدة للالتفاف على القيود التجارية الغربية، حيث جلبت أشياء مثل الآلات من الهند والأسلحة من إيران.وترى الحكومة الروسية أن مشروع السكك الحديدية عبر إيران، وخط آخر تأمل في استعادته من شأنه أن يوفر الوصول إلى تركيا، ضروري لتأمين وتسريع تدفق جميع هذه الواردات إلى البلاد. ويُنظر إليه أيضًا على أنه أمر بالغ الأهمية لزيادة صادرات الموارد الطبيعية الروسية التي تعتبر بالغة الأهمية للاقتصاد.منافس لقناة السويس؟ قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الطريق الجديد سيختصر الوقت اللازم لسفر البضائع إلى مومباي من سانت بطرسبرغ إلى 10 أيام فقط، بدلا من 30 إلى 45 يومًا الآن. ويصفه المسؤولون الروس بأنه "مشروع ثوري خارق" سينافس قناة السويس. كما أنه سيكمل الطرق التجارية الروسية نحو الصين، التي تعتبر حاليًا أكبر شريك تجاري لها، حيث تصل تلك الطرق إلى طاقتها الفائضة. ويربط خط السكة الحديد الجديد بين مدينتين إيرانيتين، أستارا ورشت، ويربط المسارات بين إيران وأذربيجان شمالا، ثم بشبكة السكك الحديدية الروسية. عند الانتهاء من المتوقع أن يكتمل الرابط الجديد في عام 2028، سيمتد "ممر النقل بين الشمال والجنوب" الناتج دون انقطاع لأكثر من 4300 ميل، بعيدًا عن متناول العقوبات الغربية. (ترجمات)