توقع بعض المحللين أن الرئيس برّي أصبح مهدداً بالاغتيال الجسدي أو السياسي بسبب رفضه الشروط الأميركية والإسرائيلية وتمسكه بالقرار 1701، ولكن كل هذا يبقى مجرد تحليل إعلامي وسياسي، وهو ما بات يثار بشكل كبير أخيراً في وسائل الإعلام التي تقول إن برّي بات في دائرة الخطر خصوصاً بعد استهداف مناطق نفوذه في مدينة صور وشن غارات إسرائيلية على شخصيات قريبة منه وتهديد مبنى التلفزيون الخاص به.وفي هذا الشأن، قال الكاتب والباحث السياسي المقرب للرئيس نبيه برّي حسن قبلان لقناة "المشهد": "واقع البلد ليس بحاجة إلى أي مبالغات إعلامية أو إضافة أي تعقيدات على المشهد، فالعنوان الأول للرئيس نبيه برّي منذ تنكبه للشأن العام وقيادته لحركة سياسية وهي حركة أمل، أن بري لطالما كان في دائرة المخاطر، وعبر في الأسبوع الماضي عن هذا الكلام متناولا المخاطر الذي يتعرض لها شخصيا".وأضاف قبلان "أنا مثلي مثل هاللبنانيين وبيسويني ما يسويهن، والشهادة حق".وتابع قبلان قائلا: "اليوم مصلحة اللبنانيين هي في حضور الرئيس نبيه برّي والرئيس نجيب ميقاتي وكل القيادات الوطنية وكل رجالات الدولة، الذين يعملون حثيثا على إيجاد مخارج للواقع الذي نحن به الآن، وعليه أنا لا أذهب ولا أميل إلى المناخات التشاؤمية، مع الملاحظة أن إسرائيل عدو لا يوفر أحد ويستهدف كل اللبنانيين وكل القيادات العاملة على وأد الفتن وعلى مجابهة المشروع الإسرائيلي وإطفاء نيران الحرب التي تشنها إسرائيل ضد لبنان بكل عناوين لبنان السياسية والإنسانية والمناطقية والعمرانية والحضارية".واستطرد قائلا: "أدعو الجميع إلى التعاطي مع الملفات الدقيقة والعناوين الحرجة بمزيد من التأني، لأننا أمام شعب مرهق بحاجة لمن يعطيه جرعات دعم وتفاؤل، وعندما أتكلم عن دعم وتفاؤل، لا أتكلم عن دعم غشاش أو مخادع، لكن البلد لا يحتمل المزيد من السوداوية".مدونة بريوقال قبلان: "الرئيس نبيه بري يعمل بالشأن العام في ملفات خطرة اليوم، وأهمها تعطيل المشروع الإسرائيلي بتفجير واستهداف لبنان وباحتلال الجنوب وتدمير الضاحية والبقاع، وهو يعلم تماما أن هذه العناوين تثير الجانب الإسرائيلي لكن الرئيس بري عازم اليوم كما كان في العام 2006 أن يتحمل المسؤولية من أجل لبنان".وأضاف "من خلال معرفتي الكاملة بمسيرة الرئيس نبيه بري الذي عمرها منذ أكثر من 4 عقود، أستطيع أن أجزم دون أي مبالغة أن الرئيس بري لا يخضع لأي إملاءات والإملاء الوحيد الذي قد يكون ضعيفا أمامه هو الإملاء اللبناني فقط لا غير، وهو يعلم تماما حجم التحديات التي يواجهها وعلى وجه التحديد الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، لكن الرئيس نبيه بري بصراحة ليس في واقع متشائم كما تعكس بعض وسائل الإعلام اللبنانية، وهو أنجز مفاوضات واستطاع أن ينجز مدونة لبنانية سلمها إلى هوكستين، مدونة تتعلق بوقف إطلاق النار وانتشار الجيش في الجنوب مع قوات الطوارئ الدولية".وأضاف حسن قبلان: "الرئيس بري يحوز على ثقة حزب الله وكل اللبنانيين، بالتالي هو مفوض في إدارة هذه المفاوضات لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين".وأشار إلى أن مدونة بري لوقف إطلاق النار تتضمن:انتشار الجيش في الجنوب التزاما كاملا بالقرار 1701، مع عدم زيادة ولا نقصان عليه.عدم الغوص بالتفاصيل الموكلة إلى الجيش اللبناني وإلى قوات الطوارئ الدولية حسب مندرجات القرار 1701.وعند سؤاله حول ما الجدوى من إسناد غزة طالما سيرجع لبنان إلى الالتزام بالقرار 1701، قال قبلان: "عن الدخول في هذه المعركة، يمكنني أن أقول إن وزير الدفاع الإسرائيلي قال إن إسرائيل كانت في طور حرب استباقية ضد حزب الله في لبنان عقب حرب غزة مباشرة، بالتالي حجم التدمير الممنهج الذي يجري حاليا ليس ردة فعل على دخول حزب الله في هذه الحرب، ومنذ عام 2006 كانت إسرائيل تعد العدة وكانت تنتظر الفرصة لذلك".(المشهد)