يرى تقرير لمجلة "فورن بوليسي" الأميركية أن إيران من خلال ضرباتها الصاروخية الأخيرة، كانت تحاول استعراض قوتها العسكرية وتصميمها، لكنها في الواقع كشفت عن ضعف إيران المتأصل والقيود الاستراتيجية. وفي 16 يناير، باستخدام مجموعة من الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، ضربت إيران أهدافاً في سوريا والعراق وباكستان، ادعى مسؤولوها أنها مرتبطة بالمخابرات الإسرائيلية والجماعات الإرهابية المناهضة لنظامها. وجاءت هذه الهجمات ظاهرياً ردّاً على التفجيرات الانتحارية التي وقعت في مدينة كرمان الجنوبية في وقت سابق من هذا الشهر، والتي أسفرت عن مقتل 84 إيرانياً على الأقل.وقال التقرير إن باكستان الدولة الوحيدة التي كانت في وضع يمكنها الرد على العدوان الإيراني بأي شيء غير الكلمات. فإلى جانب سحب سفيرها من طهران ومنع المبعوث الإيراني من دخول البلاد، سارع الجيش الباكستاني إلى شن غارات جوية ضد المنشقين البلوش في إيران. ولكن بعد مطابقة تصرفات إيران في تبادل الضربات المتبادلة الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 11 مدنياً وترك حطاماً يتصاعد منه الدخان في الأحياء السكنية في كلا البلدين، وأشار إلى ان الهجمات الأخيرة كشفت أن إيران تفتقر القوة اللازمة لنقل القتال إلى أعدائها أو الاشتباك مع خصوم أكثر قوة وجهاً لوجه. وأضاف التقرير أنه حتى في الحربين في سوريا والعراق، حيث شارك الحرس الثوري الإيراني بشكل كبير، كافحت القوات التي تقودها إيران في كلا الصراعين حتى تدخلت روسيا والولايات المتحدة. وأوضح أنه تحت مظلة القوة الجوية الروسية تمكنت القوات المدعومة من إيران من قلب دفة الأمور ضد المعارضة السورية، كما كان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة (بما في ذلك الجيش العراقي والقوات الكردية) هو المسؤول الرئيسي عن هزيمة داعش في كل من سوريا والعراق. ولفت إلى أن إيران قدرات صاروخية وطائرات بدون طيار مثيرة للإعجاب، لكن هذه القدرات لا يمكنها تحقيق الكثير. وقال: "مقارنة ببعض جيرانها، فإن القوة الجوية الإيرانية ضعيفة وتعتمد على منصات عفا عليها الزمن تعود إلى حقبة الحرب الباردة مثل طائرات F-4 Phantom".كما أكدج أن القوات البرية الإيرانية أكثر قوة، لكنها الأقوى في الدفاع ولا يمكنها بسهولة الاستيلاء على أراضٍ خارج حدود إيران أو السيطرة عليها. وبالمثل، فإن وكلاء الميليشيات الشيعية الإيرانية محدودون. وهم أكثر فعالية عندما يتصرفون كمتمردين في أراضيهم. وما لم يتم منحهم بيئة متساهلة للعمل فيها أو دعمهم بقوة عسكرية أجنبية أكثر قوة، كما هو الحال في سوريا، فإنهم ليسوا بارعين في العمليات التقليدية. ويمكنهم وضع عبوات ناسفة على جانب الطريق، وإطلاق قذائف الهاون، وإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار، واختطاف وقتل الخصوم، والانخراط في هجمات الكمائن، ولكن ليس أكثر من ذلك، بحسب تقرير المجلة الأميركية.(ترجمات)