يعتبر سوق النجارين واحد من الأسواق الحيوية والقديمة جداً في منطقة الميدان بالجانب الأيمن من مدينة الموصل حيث نشأ هذا السوق مع نشأة المدينة القديمة منذ مئات السنين.وتعتبر مهنة النجارة من المهن القديمة التي رافقت المجتمع الموصلي منذ قديم الزمان وقد برع في هذه المهنة العديد من شخصيات المجتمع الموصلي، بداية نشأة السوق كان غالبية العاملين به هم من المسيحيين وهم الذين علموا الكثير من أهالي منطقة الميدان على هذه المهنة.سيطرة "داعش"مع سيطرة تنظيم "داعش" لمدينة الموصل في يونيو 2014، بدأت الحركة التجارية في عموم المدينة بالركود تدريجياً، سوق النجارين أحد هذه الأسواق التي ضعفت فيه الحركة بشكل كبير جداً وعدم إقبال الناس على شراء المقتنيات الخشبية بسبب مخاوف الحرب والمستقبل المجهول.بعد تحرير مدينة الموصل في عام 2017 من أيدي "داعش" لحق دمار هائل بالبنية العمرانية للمدينة مع زوال ما يقارب من 35 ألف مبنى فيها.وبعد مرور 7 سنوات على تحرير المدينة من الإرهابيين لا تزال مظاهر الدمار شاخصةً في السوق ولم يعد إليه سوى مجموعة محلات تعود لعائلة واحدة.محمود ناطق البالغ من العمر 41 عاماً هو النجار الوحيد الذي عاد إلى سوق النجارين في المنطقة القديمة من مدينة الموصل برفقة شقيقه.سوق الموصل يعاني محمود تحدث لمنصة "المشهد" قائلا: "الشغل ضعيف والسوق متراجع، والحياة صعبة ولا ناس، من يريد يشتري يروح إلى الجانب الأيسر لا يأتي إلى هنا، عدنا في 2018 وعمرنا محلاتنا، أنا وشقيقي عدنا إلى السوق بمفردنا، في السابق كان هناك 45 محلا ومعملا، الآن أنا الوحيد في السوق، بات لدينا روتين نعمل ونعزل والحركة ضعيفة". وعن سبب عدم عودة المحلات الأخرى، يقول محمود "لا يعودون لأنه ليس هناك من حركة هنا الجانب الأيسر تعج فيه الحركة والعمل أفضل هناك، وهذا الجانب ما زال مدمرا ومن يريد أن يرمم يحتاج إلى موافقة الحكومة ، بيوتنا في محلة الميدان ما زالت مدمرة". وعن مشاكلهم في السوق يشرح محمود قائلا: "مشاكلنا كثيرة والدولار صاعد ولا عمل، نطالب بالإعمار كي تعود الحركة والحياة إلى الجانب الأيمن من السوق في الموصل الذي يعتبر هو الأساس". ويتحدث محمود عن تاريخ السوق قائلا: "المسيحيون أول من بدأ المهنة في السوق وكانوا هم الأساتذة وأهل الصنعة وهم علموا أهل المدينة على هذه المهنة، واليوم المسيحيون والمسلمون غائبون عن هذا السوق التاريخي وهسة لا هيم ولا المسلمين موجودين بالسوق". سوق النجارين الذي كان يعج بالحياة والحركة وكان يحوي قرابة 45 محلاً ومعملاً، يحتاج اليوم إلى جرعة دعم وأمل كي يعود إلى الحياة ويزدهر مجددا. (العراق - المشهد)