في خطوة جديدة تعكس سعي المغرب إلى تعزيز قدراته الدفاعية وتحديث ترسانته العسكرية، وافقت الإدارة الأميركية أخيراً على صفقة محتملة لبيع صواريخ ستينغر للمملكة المغربية. الصفقة التي تم الكشف عنها من قبل وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة للبنتاغون، تشمل 600 صاروخ من طراز "FIM-92K Stinger Block I"، من دون التطرق حتى الآن إلى التفاصيل التشغيلية أو مواعيد التسليم. تُعد هذه الصفقة إحدى أبرز صفقات التسلح التي وافقت عليها إدارة ترامب أخيراً، حيث تُقدّر تكلفتها بنحو 825 مليون دولار أميركي، وتتضمن إلى جانب الصواريخ خدمات دعم فني، لوجستي وهندسي، فضلاً عن برامج تحديث وتأهيل للقوات المسلحة المغربية. ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز قدرة المغرب على الدفاع الجوي قصير المدى ومواجهة التهديدات الجوية المتزايدة، بما في ذلك الطائرات من دون طيار والمروحيات المعادية. كما تسهم هذه الخطوة في توسيع مستوى التنسيق العسكري والتقني بين المغرب والولايات المتحدة، خصوصاً أن المملكة تُعد حليفاً إستراتيجيًّا خارج حلف الناتو في شمال إفريقيا. ما هي صواريخ ستينغر؟ صواريخ "ستينغر" هي من أشهر أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف، تُوجه بالأشعة تحت الحمراء وتُستخدم لاعتراض الأهداف الجوية على ارتفاعات منخفضة. تم تطويرها بداية من الستينات ودخلت الخدمة رسميًّا في الجيش الأميركي عام 1981. يبلغ طول الصاروخ نحو 1.52 متراً، ويزن قرابة 15.7 كغ، فيما تصل سرعته إلى ما يفوق سرعة الصوت، بمدى عملياتي يقارب 5 كيلومترات وارتفاع يصل إلى 4,800 متر. الصاروخ مزوّد برأس حربي يبلغ وزنه 3 كيلوغرامات ويعمل بنظام وقود صلب، ما يجعله فعالًا في حالات التصدي السريع للطائرات المهاجمة. وقد ازدادت شهرة هذا السلاح أخيراً خلال الحرب في أوكرانيا، حيث استُخدم بكثافة لمواجهة الطائرات الروسية والمُسيّرات. واليوم، يستعد المغرب لضم هذه المنظومة المتقدمة إلى ترسانته، في خطوة تعكس الرغبة في رفع مستوى الجهوزية الدفاعية، ومواكبة التحديات الأمنية الإقليمية والدولية.(المشهد)