مع اقتراب نهاية عام 2023 الذي لم يجلب سوى المزيد من المصاعب في قطاع غزة، لا يشعر سكان القطاع الفلسطينيّ بأيّ أمل يُذكر في أن يحمل العام الجديد انفراجة في وضعهم بعد مرور 13 أسبوعًا من بدء الهجوم الإسرائيليّ الساحق.في رفح على حدود غزة مع مصر، المدينة التي اجتذبت أعدادًا هائلة من الفلسطينيّين الفارين من أجزاء أخرى من القطاع، انشغل السكان اليوم الأحد بمحاولة العثور على مكان يحتمون فيه، أو أيّ مؤن غذائية أو ماء أكثر من اهتمامهم باستقبال العام الجديد.آمال بعودة الحياة الطبيعيةوقال أبو عبد الله الآغا، وهو فلسطينيّ في منتصف العمر، دمّرت غارة جوية إسرائيلية منزله في خان يونس، وفقد 2 من أقاربه بسببها: "أتمنى أن أعود لركام منزلي في عام 2024، وأن أضع خيمة وأظلّ في المكان ذاته. أتمنى في العام الجديد أن يعيش أولادنا بسلام وبأمان، وأن يعودوا إلى مدارسهم وجامعاتهم. وأن يعود الناس لفتح أبواب رزقهم".بينما قالت سوزان خضر وهي تبكي: "عام 2023 كان مليئًا بالمعاناة. منذ أكتوبر الماضي ونحن نعاني ونستقر في الخيام بالشوارع بعد أن تمّ هدم بيوتنا".وأضافت أنّ أمنيتها هو أن يشهد العام الجديد نهاية الحرب.وأردفت: "أصبحت حياتنا بالكامل في الشوارع. نأكل ونسكن في الشارع، وحتى نموت في الشارع. كلنا مشرّدون. فقدنا الكثير من الأشياء في عام 2023".كما قالت منى الصواف، الطفلة التي يبلغ عمرها 12 عامًا، بينما كانت تلعب مع قطة صغيرة وسط الأنقاض: "أتمنى أن ينصلح كل شيء في عام 2024، وأن تعود الحياة الطبيعية. نأمل أن نرتدي ملابسنا ونذهب للمشاوير بشكل طبيعي، وأن يتمّ إصلاح بيوتنا المُدمّرة".ويتجمع الناس حول الخيام الموقتة في رفح وفي الأراضي والحقول الخالية. وسرعان ما امتلأت المدارس التي تديرها الأمم المتحدة، وجرى تخصيصها كملاجئ في وقت مبكّر من الصراع، بالأشخاص الذين دُمرت منازلهم.وفي خيامهم المصنوعة من البلاستيك ولا يوجد بها سوى القليل من الأمتعة مثل الأغطية وأدوات الطبخ، يتذكر الناس بحسرة منازلهم التي نزحوا منها وحياتهم في السابق.حرب بلا نهايةوشنت إسرائيل حربًا على غزة بعد هجوم لمسلحين من حركة "حماس" عبر الحدود في 7 أكتوبر.وتقول إسرائيل إنه أدى إلى مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز نحو 240 أسيرًا.بينما تقول السلطات الصحية في القطاع الذي تديره حركة "حماس"، إنّ القصف الإسرائيليّ أجبر جميع سكان غزة تقريبًا على ترك منازلهم، وأدى إلى مقتل 21800 شخص وترك الناجين يواجهون خطر الجوع والمرض والعوز.ويبدو أنّ أيّ أمل في التوصل إلى تسوية سياسية للصراع وتحقيق مسعى الفلسطينيّين الممتد منذ 75 عامًا، من أجل تقرير المصير أبعد من أيّ وقت مضى.(وكالات)