كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن أرقام صادمة بشأن الأوضاع النفسية داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، أثارت موجة من القلق والجدل في الأوساط السياسية والعسكرية، وسط تصاعد حالات الاكتئاب ورفض الخدمة بين الجنود، في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة.وأظهرت الأرقام الرسمية، التي نشرتها الوزارة مؤخرًا، أن نحو 16,500 جندي إسرائيلي تلقوا علاجًا من إصابات جسدية ونفسية منذ اندلاع الحرب على غزة، من بينهم 7,300 جندي عانوا من اضطرابات نفسية حادة نتيجة مشاركتهم في القتال، ومشاهد القتل والجثث المنتشرة، بما فيها جثث الأطفال وكبار السن.وأوضحت الوزارة أن هذه الحالات شملت اضطرابات ما بعد الصدمة، ونوبات القلق، والاكتئاب، ما استدعى إعلان حالة طوارئ غير معلنة داخل الجيش، وتكثيف الجهود لتقديم الدعم النفسي للجنود، من خلال تجنيد أكثر من 1,000 أخصائي نفسي.وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الجيش الإسرائيلي فقد 850 جنديًا في غزة، في مشاهد وصفت بـ"المروعة"، ما انعكس بشكل بالغ على معنويات الجنود، ودفع بعضهم إلى رفض العودة إلى ساحات القتال، بل ورفض الخدمة مجددًا في القطاع.وهناك حالة من التمرد غير المعلن بدأت تتشكل داخل المؤسسة العسكرية، تجلت في توقيع طيارين على عريضة ضد استمرار الحرب، تبعتها عرائض أخرى مماثلة من ضباط في سلاح البحرية، وسلاح المدفعية، وأخيرًا من ضباط في الجهاز الطبي العسكري.اعتراض جماعي منظموتعليقًا على هذه المعطيات، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد، في حديثه للإعلامي رامي شوشاني عبر برنامج "المشهد الليلة" على قناة ومنصة "المشهد"، إن ما يجري داخل الجيش الإسرائيلي يتجاوز مجرد حالات نفسية فردية، بل بدأ يتحول إلى حالة اعتراض جماعي منظم.وأضاف شديد: "رغم حرص المؤسسة الأمنية والعسكرية على إبقاء هذه المعلومات طي الكتمان، إلا أن طبيعة المجتمع الإسرائيلي المنفتح، ومرور الجنود بمحطات إعادة تأهيل، أدى إلى تسرب الأرقام وتداولها على نطاق واسع".وأشار إلى أن الآلاف من جنود الاحتياط خسروا أعمالهم، وتضررت أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، في ظل غياب أي أفق واضح لنهاية الحرب، واستمرار الخطاب التصعيدي من الحكومة.ولفت إلى أن العرائض الرافضة لاستمرار الحرب بدأت تتوالى من مختلف وحدات الجيش، إذ صدرت اليوم فقط أربع عرائض من ضباط وجنود في سلاح الجو، البحرية، المدفعية، والخدمات الطبية العسكرية، وهو ما يعكس "تحولًا نوعيًا في المزاج العام داخل الجيش الإسرائيلي".وختم شديد بالقول إن استمرار هذا المسار قد يؤدي إلى ضغط فعلي على المستوى السياسي في إسرائيل، خصوصا إذا ما تواصلت موجة الرفض داخل المؤسسة العسكرية، التي تُعد العمود الفقري للدولة.(المشهد)