أثارت مداهمة إسرائيل لمستشفى كمال عدوان شمال غزة الأسبوع الماضي انتقادات واسعة في الأمم المتحدة، حيث بررت تل أبيب العملية بأنها استندت إلى "أدلة لا يمكن دحضها"، بينما وصفت الأمم المتحدة التبريرات بأنها "بلا أساس". وقال دانيال ميرون، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف، إن العملية استندت إلى "معلومات استخباراتية موثوقة" تفيد باستخدام المستشفى من قبل عناصر من "حماس" و"الجهاد الإسلامي". وأكد أن القوات الإسرائيلية اتخذت "إجراءات استثنائية لحماية المدنيين".لكن فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، صرح أمام مجلس الأمن أن إسرائيل لم تقدم أدلة كافية لدعم مزاعمها، واصفا إياها بأنها "غالبًا ما تكون مبهمة ومتناقضة مع المعلومات المتاحة علنا". وطالب بتحقيقات مستقلة وشفافة في الهجمات التي استهدفت المستشفيات والبنية التحتية الصحية. ردود الفعلأعلنت إسرائيل أن المداهمة أسفرت عن اعتقال أكثر من 240 شخصًا، من بينهم 15 متهما بالمشاركة في هجوم السابع من أكتوبر 2023. كما اعتقلت مدير المستشفى حسام أبو صفية، المشتبه بانتمائه إلى حركة "حماس". ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، أعرب عن قلقه بشأن مصير أبو صفية، مطالبا بالإفراج عنه فورا، مشيرا إلى انقطاع الاتصال معه منذ اعتقاله. وحثت منظمة الصحة العالمية على حماية العاملين في القطاع الصحي وضمان عدم استهدافهم، ودعت إلى تحقيقات مستقلة في الانتهاكات المزعومة. رياض منصور، المبعوث الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، تحدث عن معاناة الطواقم الطبية في غزة، مستشهدا بمأساة الطبيب محمود أبو نجيلة، الذي قتل في مداهمة إسرائيلية على مستشفى العودة عام 2023، وترك رسالة مؤثرة قبل وفاته: "من سيبقى حتى النهاية سيروي القصة… لقد فعلنا ما بوسعنا. تذكرونا". الهجوم على مستشفى كمال عدوان يعكس تصاعد التوترات في غزة، وسط اتهامات دولية لإسرائيل بانتهاك القانون الإنساني الدولي. وبينما تواصل إسرائيل الدفاع عن مداهماتها باعتبارها تستهدف "عناصر إرهابية"، تتزايد الدعوات الدولية لتحقيق العدالة وضمان حماية القطاع الصحي في مناطق النزاع.(وكالات)