تشهد الولايات المتّحدة مواجهة غير اعتيادية بين الحكومة الفيدرالية وحكومات محلّية على حدود ولاية تكساس مع المكسيك، في معركة حول حقوق الولايات وملف المهاجرين، الأمر الذي دفع بالعديد من المحللين للحديث عن أنّ تكساس ترفع علم الاستقلال. وتأتي هذه المواجهة وسط تدفّق قياسي للمهاجرين عبر الحدود الجنوبية، الأمر الذي يجعل من القضية الملف الأهم في السباق الرئاسيّ الأميركيّ بنهاية نوفمبر القادم.الأسلاك الشائكة وقرار المحكمة العليالطالما استخدمت الأسلاك الشائكة على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك كوسيلة لمنع المهاجرين غير الشرعيّين من دخول الأراضي الأميركية. في مايو 2021، قام حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت بتوسيع استخدام الأسلاك عبر الإعلان عن حالة الطوارئ على الحدود، ما سمح للولاية بتركيب سياج شائك على الممتلكات الخاصة بالقرب من نهر ريو غراندي. وفي أكتوبر، رفع المدعي العام في تكساس، كين باكستون، دعوى قضائية ضد إدارة بايدن بسبب قيام عملاء الجمارك وحماية الحدود بإزالة هذه الأسلاك، حين قام العملاء الفيدراليون بقطعها لإنقاذ المهاجرين المعرّضين للخطر، والذي زعمت الدعوى القضائية أنه تدمير لممتلكات الدولة "لمساعدة" المهاجرين في العبور. قضت المحكمة العليا يوم الاثنين بقرار مقتضب بأغلبية 5 أصوات مقابل 4 بإيقاف مؤقت لحكم محكمة أدنى، يمنع عملاء الجمارك وحماية الحدود من تقطيع الأسلاك، استنادًا على مادة دستورية تنصّ على أنّ السيطرة على حدود البلاد هي مسألة فيدرالية.تكساس ترفع علم الاستقلال بوجه المحكمة العليا؟ على الرغم من القرار المذكور، واصل الحرس الوطنيّ في تكساس مواجهة حرس الحدود الفدراليّين، حيث قام مسؤولو إنفاذ القانون في تكساس بوضع الأسلاك الشائكة على طول ضفة نهر ريو غراندي، المعروفة بكونها نقطة عبور شهيرة للمهاجرين، وفي 14 يناير، غرقت امرأة وطفلان هناك، ليتّهم حرس الحدود قوات الحرس الوطنيّ في تكساس بمنعهم من الوصول إلي الغارقين لإنقاذهم. وبعد صدور قرار المحكمة العليا، طالبت وزارة الأمن الداخلي يوم الجمعة بمنح حرس الحدود حق الوصول إلى الضفة لكن ولاية تكساس رفضت ذلك. وانبرى المشرّعون الجمهوريون للدفاع عن الولاية، مشيرين إلى المواجهة كمثال على التعدي الفيدراليّ على حقوق الدولة، حتى وصل الأمبر بالنائب كلاي هيغينز بالقول إنّ إدارة بايدن "تشن حربًا أهلية" على الولاية. ووقّع حكّام الولايات الجمهوريّين، باستثناء حاكم ولاية فيرمونت، على بيان مشترك يعلن دعم ولاية تكساس و"حقها الدستوريّ في الدفاع عن النفس"، كما قام حكّام ولايتي فرجينيا ووأركنساس بإرسال عدد رمزي من الحرس الوطنيّ إلى الحدود لدعم حاكم تكساس.خيارات بايدن أمام انتفاضة تكساسفي المواجهات السابقة بين مسؤولي الولايات والحكومة الفيدرالية، اتخذ الرؤساء خطوة إضفاء الطابع الفيدراليّ على الحرس الوطنيّ المحلّي كحل. تشمل الأمثلة البارزة دوايت أيزنهاور الذي قام بإضفاء الطابع الفيدراليّ على الحرس الوطنيّ في أركنساس، لضمان مرور الطلاب إلى مدارسهم خلال الأحداث العنصرية التي شهدتها أميركا. وفي حين لم يلمّح بايدن إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة الكبيرة، إلا أنّ النائب الديمقراطيّ خواكين كاسترو دعا الرئيس إلى القيام بهذه الخطوة كحل لإنهاء الأزمة. (المشهد)