أعلن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول فرض الأحكام العرفية الطارئة، متهماً المعارضة في البلاد بالتحكم في البرلمان، والتعاطف مع كوريا الشمالية، وتعطيل أعمال الحكومة من خلال الأنشطة المناهضة للدولة.وأعلن يون هذا خلال إفادة صحفية عبر التلفزيون، مؤكّداً عزمه "القضاء على القوى المؤيدة لكوريا الشمالية وحماية النظام الديمقراطي الدستوري". ولم يكن من الواضح على الفور كيف ستؤثر هذه الخطوات على حكم وديمقراطية البلاد. وبعد إعلان يون، أشارت القوات المسلحة الكورية الجنوبية إلى أن البرلمان والتجمعات السياسية الأخرى التي قد تسبب "اضطراباً اجتماعيًّا" سيتم تعليقها، وفقًا لوكالة الأنباء الكورية "يونهاب". وقد أغلقت السلطات مبنى البرلمان في سيول وهبطت المروحيات على سطحه بعد أن أعلن الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية. وبثت القنوات التلفزيونية صوراً مباشرة تظهر هبوط مروحيات على سطح مبنى البرلمان في سيول.كما ذكرت القوات المسلحة أن الأطباء المضربين في البلاد يجب أن يعودوا إلى العمل خلال 48 ساعة. وقد أضرب آلاف الأطباء لعدة أشهر احتجاجًا على خطط الحكومة لزيادة عدد الطلاب في كليات الطب. ويواجه يون، الذي تراجع معدل شعبيته في الأشهر الأخيرة، صعوبة في دفع أجندته أمام البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة منذ توليه منصبه في عام 2022. ووصل حزب سلطة الشعب المحافظ الذي ينتمي إليه يون إلى طريق مسدود مع الحزب الديمقراطي المعارض بشأن مشروع قانون الميزانية للسنة المقبلة. كما رفض يون دعوات إجراء تحقيقات مستقلة في الفضائح التي تشمل زوجته وكبار المسؤولين، ما أثار توبيخ سريع وشديد اللهجة من خصومه السياسيين.المعارضة تردمن جهته، ندّد زعيم المعارضة في كوريا الجنوبية لي جاي-ميونغ بفرض الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية، معتبراً أن الخطوة "غير قانونية"، داعياً المواطنين إلى التجمع في البرلمان احتجاجاً.وقال لي إن "قرار الرئيس يون سوك يول غير القانوني بفرض الأحكام العرفية هو باطل"، مضيفاً في خطاب تمّ بثه عبر الانترنت بشكل مباشر "رجاء، توجهوا الآن الى الجمعية الوطنية. أنا ذاهب إلى هناك أيضاً". البيت الأبيض يُعلقوعلّق البيت الأبيض على ما يحصل، قائلاً: "نراقب الوضع في كوريا الجنوبية عن كثب بعد فرض الرئيس الأحكام العرفية". وأكد البيت الأبيض الثلاثاء أنه يتابع الأوضاع في كوريا الجنوبية "عن كثب" بعد إعلان الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية وحظر النشاط السياسي. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن إدارة الرئيس جو بايدن "على تواصل مع حكومة الجمهورية الكورية وتراقب الوضع عن كثب". وتعد سيول من الحلفاء الأساسيين لواشنطن، وتستضيف الآلاف من الجنود الأميركيين. ماذا يعني إعلان الأحكام العرفية؟قانون الأحكام العرفية الطارئة هو نظام دستوري استثنائي، تصدره أعلى سلطة في البلاد. ويُتخذ في حال تعرض أمن البلاد للخطر الداخلي أو الخارجي إذا عجزت السلطة التنفيذية عن مواجهتها بالتشريعات والإجراءات العادية.وهناك إجراءات تُتخذ على صعيد أحوال المواطنين منها حظر التجول وتوقيف المارة للتأكد من الوثائق الثبوتية الخاصة بهم وبممتلكاتهم وتفقد سياراتهم.أما على صعيد الدولة، فإن الاستفتاءات والاضرابات تعتبر انتهاكاً للقانون في ظل سريان الأحكام العرفية. كما تُحظر الانتخابات الرئاسية و البرلمانية والبلدية، ويعد تغيير دستور البلاد أمراً مستحيلا في ظل سريان الأحكام العرفية.كما تسيطر الجهات العسكرية على شركات الاتصال والإذاعات والمسارح والتلفزيون ودور النشر والطباعة ويمكنها حتى إيقاف خدمة الانترنت عن البلاد كافة. ويتم تنفيذ قانون الأحكام العرفية بعد مدة أقصاها يومان ليوافق البرلمان على المرسوم الذي يصدر من قبل رئاسة البلاد.وخلال فترة سريان هذا القانون، تتمتع المؤسسات العسكرية والمدنية بسلطات أوسع من حيث استخدام الموارد البشرية والمادية التي تساعدها في إنجاح مهامها. أي أنه في ظل قانون الأحكام العرفية، تتوسع صلاحيات السلطات العرفية على حساب جميع السلطات الأخرى في البلاد.(وكالات)