ازداد التوتر بين الجزائر وفرنسا بسبب ملف الهجرة، حيث رفضت الجزائر استقبال مواطنيها المرحلين. إلى ذلك، وصف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الخلاف مع فرنسا بالمفتعل، داعيًا إلى تسويته مع ماكرون، متجاهلًا تصريحات وزير الداخلية الفرنسية، التي اتهم فيها الجزائر بمهاجمة باريس ووصل إلى حد تهديد الحكومة بالاستقالة من منصبه في حال ليّنت فرنسا موقفها مع الجزائر. تصريحات تبون، كانت خطوة نحو تهدئة الأوضاع، ولاقت ترحيبًا فرنسيًا بإمكانية فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.علاقة تاريخية بين الجزائر وفرنساولمناقشة هذه التطورات، قال مستشار مؤسس حزب الجبهة الوطنية جان ماري لوبان، الدكتور إيلي حاتم، للإعلامية آسيا هشام في برنامج "المشهد الليلة" المُذاع على قناة ومنصة "الشمهد": "العلاقة بين فرنسا والجزائر هي علاقة تاريخية، ولكن للأسف هناك من لا يزال يذكر الجراح التي سببتها الحرب الجزائرية من العام 1954 إلى العام 1962".وتابع قائلًا: "يسود بالنسبة للفريقين نوع من التوتر عندما ينظرون إلى هذا التاريخ، وللأسف وكما قال الرئيس تبون إنّ هناك سوء تفاهم حاصل بين البلدين، وهناك أطراف تضع الزيت على النيران لتصعيد المشكلة بين الحكومتين الفرنسية والجزائرية، والذي خسر أكثر في هذا الصراع هو الدولة الفرنسية، خصوصًا أنّ وجودها في العالم الفرنكوفوني الذي ينطق باللغة الفرنسية يتراجع، وباب فرنسا لهذا العالم هو الجزائر كما كلنا يعلم".وأردف بالقول: "هناك من يلعب بالماء العكر ضد المصالح الفرنسية والمصالح الجزائرية، بل ويسعى للتفرقة بين الفريقين، وهي أيادٍ خارجية أدت إلى تفاقم هذا الوضع، وكلنا يعلم أنّ هناك اليمين القومي في فرنسا الذي يدافع عن القومية والمصالح الفرنسية، وهناك يمين قومي جديد تحت رعاية بعض اللوبيات التي تعمل للخارج لإقامة البلبلة ونشر نوع من الكراهية، ليس فقط للجزائر بل لكل المسلمين".تصريحات تبون عن فرنسامن جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر، الدكتور زهير بو عمامة، لقناة "المشهد": "هناك رغبة من جناح معين في الحكومة الفرنسية لإثارة الخلافات بين البلدين، ونحن نعلم تمامًا أنّ هناك انقسامًا في هذه الحكومة ونسمع أيضًا عن خلافات حقيقية موجودة الآن مع وزير الداخلية الفرنسية".وتابع قائلًا: "تصريحات الرئيس تبون كانت استجابة إيجابية على ما سمعه على لسان الرئيس ماكرون قبل أيام، حين قال إنه يثق ببصيرة وحسن رؤية الرئيس تبون".وختم قائلًا: "تصريحات الرئيس تبون هدفها اليوم، عزل ريتايو وإبعاده عن هذا الملف الشائك، وأنه لا ينبغي الوقوع في لعبة وفخ اليمين المتطرف، الذي يحاول أن يعمل على "إستراتيجية توتير العلاقات"، أو زرع نوع من التوتر المستدام الذي يستطيع من خلاله أن يكسب أصواتًا، متوهمًا أنّ الجزائر ستكون كبش الفداء لتحقيق ذلك".(المشهد)