يخشى الأكراد المعارضون للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، من أن فوزه في الانتخابات الرئاسية قد يعزز حملة القمع التي تشنها الدولة ضدهم منذ سنوات، مع تصاعد النبرة القومية قبل الانتخابات التي ستجرى يوم الأحد.ويُنظر إلى الأكراد، الذين يشكلون نحو خُمس سكان تركيا، على أنهم ربما يكونوا عنصر الحسم بالنسبة للمعارضة التي تأمل في إنهاء حكم إردوغان المستمر منذ 20 عاما. وبدأ الرئيس التركي عهده في البداية بالتودد للأكراد لكنه قمعهم بشدة بعد ذلك.لكن نسبة التأييد لإردوغان مرتفعة قبيل انتخابات يوم الأحد بعدما تفوق في الجولة الأولى على المعارض كمال كليجدار أوغلو، رغم دعم 6 أحزاب له إلى جانب حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد.وبالنسبة لبعض الناخبين الأكراد، لن تكون هناك مخاطر أكبر من ذلك مع تشديد إردوغان نبرته القومية في محاولة لكسب أصوات المزيد من الناخبين قبل جولة الإعادة.وقال أردلان ميسى (26 عاما)، وهو صاحب مقهى في مدينة ديار بكر التي تقطنها أغلبية كردية في جنوب شرق تركيا "التصويت مسألة حياة أو موت الآن. إردوغان شدد موقفه من الأكراد خلال الحملة الانتخابية".وأضاف "لا أستطيع أن أتخيل ما الذي يمكن أن يفعله بعد إعلان الفوز".وفاز حزب الشعوب الديمقراطي بنسبة 61% في ديار بكر في الانتخابات البرلمانية، التي جرت في 14 مايو، بينما حصل حزب العدالة والتنمية بزعامة إردوغان على 23%. لكن على مستوى البلاد، حصل حزب الشعوب الديمقراطي على 8.9 %.دعم كليجداروتعقدت مسألة دعم حزب الشعوب الديمقراطي لكليجدار أوغلو هذا الأسبوع بسبب اتفاق مع حزب مناهض للهجرة قال عنه حزب الشعوب الديمقراطي إنه "يتعارض مع مبادئ الديمقراطية العالمية". والخميس، أعلنت الأحزاب الموالية للأكراد في تركيا دعم مرشح الرئاسة المعارض كليجدار أوغلو في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية.وقال مسؤولون من حزب الشعوب الديمقراطي وحلفاؤهم من حزب اليسار الأخضر إنهم يسعون إلى التغيير في جولة الإعادة، وإن موقفهم بقي كما هو لكنهم لم يذكروا كليجدار أوغلو بالاسم.وفي سنواته الأولى في السلطة، منح إردوغان المزيد من الحقوق السياسية والثقافية للأكراد، وهم مجموعة من الأشخاص لا يحملون جنسية ومنتشرون بين تركيا وإيران وسوريا والعراق.وألغى إردوغان القيود المفروضة على استخدام اللغة الكردية وأشرف على عملية سلام مع حزب العمال الكردستاني، الذي حمل السلاح ضد الدولة في عام 1984، وتعتبره تركيا وحلفاؤها في الغرب جماعة إرهابية.لكن بعد انهيار وقف إطلاق النار في عام 2015، غير إردوغان مساره وشنت السلطات حملة قمع أدت إلى اعتقال الآلاف من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي، عادة بتهمة الضلوع في أعمال مسلحة، مع عزل العديد من المشرعين ورؤساء البلديات المنتمين للحزب من مناصبهم وسجنهم.واستغل إردوغان دعم حزب الشعوب الديمقراطي لكليجدار أوغلو، واتهم المعارضة مرارا بتأييد الإرهاب. وينفي حزب الشعوب الديمقراطي الاتهامات بأن له علاقات مع مسلحين.كما لفت إردوغان الانتباه مرارا إلى شريط فيديو مزيف لاتهام كليجدار أوغلو بأن له صلات بحزب العمال الكردستاني، الذي يشن تمردا راح ضحيته أكثر من 40 ألف قتيل.ووصف كليجدار أوغلو هذه الاتهامات بأنها افتراءات.لكن موقف إردوغان أيده سنان أوغان، وهو قومي متشدد حل في المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات. وقال أوغان إن تأييده للرئيس التركي يستند إلى مبدأ "النضال المستمر (ضد) الإرهاب" في إشارة إلى الجماعات الموالية للأكراد.وعبر طيب تيميل، أحد كبار المسؤولين في حزب الشعوب الديمقراطي، عن مخاوفه من أن إردوغان قد حقق هدفه المنشود من خلال "الدعاية السوداء" التي يزعم فيها وجود صلات بين كليجدار أوغلو والإرهابيين.وقال تيميل، نائب الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي "انتصار إردوغان سيعزز حكم الرجل الواحد ويمهد الطريق لممارسات مروعة وسيجلب أياما حالكة السواد لجميع فئات المجتمع".(وكالات)