كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن خضوع عمر الرئيس بايدن وقدراته القيادية لتدقيق جديد، وذلك بعد أن ذكر تقرير المحقق الخاص حول تعامله مع المواد السرية بأنّه "رجل مسن ذو ذاكرة ضعيفة"، وبعد أن خلط مرارًا وتكرارًا بين أسماء الدول الأوروبية الماضية والحاضرة والعديد من القادة في فعاليات حملته الانتخابية هذا الأسبوع. ورأت الصحيفة أن بايدن وبينما يسعى للفوز بولاية ثانية، يواجه الرئيس البالغ من العمر 81 عاماً أسئلة حول عمره، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الأميركيين لديهم مخاوف بشأن تقدّمه في السن. وقد سعى مساعدوه إلى إظهاره على أنه قوي وقادر على أداء وظيفته، لكن التقرير وأخطاءه اللفظية هذا الأسبوع تسلط الضوء فقط على كيف أن عمره لا يزال يمثل عائقاً أمام حملته الانتخابية. وقال تحقيق نشره يوم الخميس المستشار الخاص روبرت هور، المحامي الأميركي السابق من ولاية ماريلاند خلال إدارة ترامب، إنه لا توجد تهم جنائية ضد بايدن، لكنه أشار إلى أنه كان مهملاً في الاحتفاظ بوثائق سرية من فترة عمله كنائب للرئيس. وصور التقرير الرئيس على أنه يعاني من "قدرات متضائلة مع التقدم في السن"، ويظهر "ذاكرة خاطئة" في المقابلات مع المحققين. تصريحات هور لاقت معارضة من البيت الأبيض مساء الخميس، وقال بايدن "ذاكرتي جيدة. ألقوا نظرة على ما فعلته منذ أن أصبحت رئيساً". وبدا غاضبا عندما أشار إلى أن المحقق الخاص سأل عن وفاة ابنه، قائلاً "لم يكن الأمر من شأنهم اللعين".لكن ظهوره تضمن ارتباكاً إضافياً عند مناقشة احتمالية صفقة الأسرى في غزة، حيث أشار إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أنه "رئيس المكسيك".واتّهم الديمقراطيون هور بارتكاب جريمة ذات دوافع سياسية، مما يشبه قرار مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي بالتوصية بعدم محاكمة هيلاري كلينتون في عام 2016 بسبب استخدامها لخادم بريد إلكتروني خاص أثناء عملها كوزيرة للخارجية - لكنهم ما زالوا يتهمونها بـ التعامل "بطريقة قذرة" مع المعلومات السرية.كتب جيم ميسينا، المستشار السابق للرئيس أوباما، على موقع "إكس" أن هور "لم يكن لديه قضية ضد بايدن، لكنه كان يعرف بالضبط كيف يمكن أن تضر ضرباته الشديدة بايدن سياسيا".حظوظ بايدن الانتخابيةويسعى الجمهوريون لاستغلال التقرير. وقالت رئيسة اللجنة البرلمانية للحزب الجمهوري رونا مكدانيل، في بيان إن "إعادة رجل مسن لا يستطيع تذكر الأحداث الكبرى من حياته إلى المكتب البيضاوي سيجعل أميركا أقل أماناً بلا شك".وجاء التقرير أيضاً في نفس الأسبوع الذي خلط فيه بايدن بين القادة الأوروبيين الحاليين والسابقين في فعاليات الحملة الانتخابية. وفي حديثه في لاس فيغاس يوم الأحد، وصف اجتماعاً مع زملائه من زعماء العالم بعد توليه منصبه في عام 2021 وأشار إلى "ميتران من فرنسا" بدلاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. فرانسوا ميتران كان زعيم فرنسا من عام 1981 إلى عام 1995 وتوفي في عام 1996.خلال حملة لجمع التبرعات في نيويورك يوم الأربعاء، تحدث بايدن مرة أخرى عن ذلك الاجتماع ووصف لحظة "نظر إلي فيها هيلموت كول الألماني". وتولى كول منصب مستشار ألمانيا في الفترة من 1982 إلى 1998 وتوفي في عام 2017. وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير، الخميس، إن مسؤولين آخرين يخلطون الأسماء من وقت لآخر، ذاكرة أسماء مسؤولين جمهوريين قالت إنهم ارتكبوا أخطاء في الآونة الأخيرة. وأضافت: "هذا يحدث لنا جميعاً وهو أمر شائع".(ترجمات)