لا يزال الجنوب السوري، وخصوصًا ريفي درعا الغربي والقنيطرة، يشهد تمددًا للوجود الإسرائيلي العسكري، ما يزيد المشهد الجيوسياسي تعقيدًا في عموم البلاد، وتعدّ المحافظتان من أكثر المناطق حساسية في سوريا، إذ تمثلان محور اهتمام الإسرائيلي الساعي إلى إحكام قبضته الأمنية والعسكرية عليهما بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، وهو ما يعتبره خبراء استفزازًا مباشرًا للحكومة الجديدة في سوريا.أطماع إسرائيلية في جبل الشيخ؟قال الخبير العسكري والإستراتيجي، العقيد إسماعيل أيوب، في حديث مع الزميلة آسيا هشام: "عندما سقط النظام السوري، زعم الإسرائيليون أنّ ذلك أراحهم من الميليشيات الإيرانية".وأكمل أنّهم "كانوا يطمعون للسيطرة على مناطق مثل جبل الشيخ ومرتفعات أخرى، وهذا ما حصل بحجة ألا حكومة شرعية في دمشق، علمًا أنه منذ سقوط بشار الأسد، لم تُطلق أيّ طلقة باتجاه إسرائيل".واعتبر أنّ "إسرائيل هي دولة توسعية قائمة على الاحتلال، وشعبها غير متجانس، لذا تختلق أعداءً لتوحيد شعبها. متابعًا أننا نرى التحركات الإسرائيلية كأعمال عدوانية، وسوريا، رغم ضعفها، ليست جبانة".الدكتور موشيه إلعاد، العقيد السابق في الجيش الإسرائيلي والمحاضر في أكاديمية الجليل الغربي، صرّح قائلًا: "كانت سوريا في الماضي معبرًا رئيسيًا لنقل الأسلحة والصواريخ والأموال والمخدرات من إيران إلى لبنان. لذلك، إذا رصدت إسرائيل أيّ انتهاكات على هذا الصعيد، فمن الضروري أن تتخذ إجراءات مناسبة". ورأى أنّ الحدود الإسرائيلية - السورية تُعدّ الأكثر هدوءًا خلال الخمسين سنة الماضية، لكن في المستقبل، التحدي ليس مع أحمد الشرع كشخص، بل مع الإرهاب أينما كان.ترقّب لقرار الشرعوقال إنّ إسرائيل وقّعت معاهدات سلام مع دول عدة. ومع ذلك، لم يكن هناك أيّ اتفاق مع دول ترتبط بمنظمات إرهابية مثل "حزب الله" و"حماس"، لأنّ هذه المنظمات لا تؤمن بالسلام وتشكل تهديدًا مباشرًا.وتابع: "تتطلع إسرائيل إلى إقامة علاقات سلمية طيبة مع الدول الراغبة في السلام، حيث ترى أنّ العدو الحقيقي هو الإرهاب".على صعيد آخر، نفذت إسرائيل العديد من العمليات الوقائية داخل سوريا، استهدفت خلالها تدمير صواريخ وأسلحة تابعة للجيش السوري، خوفًا من وقوعها في أيدي المتمردين. بالنسبة للشرع، فقد "كان مسؤولًا بارزًا في تنظيم القاعدة، وبالتالي لديه خلفية جهادية، لذا نحن الآن نترقب توجهات الجولاني المستقبلية، وإذا اختار طريق السلام، فنحن نرحب به"، وفق إلعاد. (المشهد)