كلما اقتربت الحرب من الحدود اللبنانية، ظهر مطار رفيق الحريري الدوليّ في الصورة. مطار ترافقه الشائعات والأزمات كلما دخل "حزب الله" في صراع جديد مع إسرائيل، وسط اتهامات بسيطرة الجماعة عليه، واستخدامها له كثكنة عسكرية.صواريخ "حزب الله" في مطار رفيق الحريري هذه المزاعم تنفيها السلطات اللبنانية بشكل قاطع، ولعلّ الدليل هذه المرة تلك الجولة التي قام بها عدد من السفراء والدبلوماسيّين في مطار العاصمة بيروت، بعد دعوة وجهها وزير الأشغال والنقل اللبنانيّ علي حمية، عقب نفيه تقارير حول وجود مخازن لصواريخ تابعة لـ"حزب الله" في المطار.وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها السلطة اللبنانية بجولات مع السفراء، من أجل إعطاء معلومات مماثلة، فقبل أكثر من 5 سنوات خرج رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو، ليلمّح إلى وجود مواقع صاروخية ومخازن أسلحة في المنطقة المحيطة بالمطار، ما استدعى نفيًا لبنانيًا رسميًا. ويعيش مطار رفيق الحريري منذ بداية سنوات الحرب تحت مجهر التقارير الاستخباراتية الدولية، التي تؤكد في كل مرة سيطرة الحزب على المنفذ الجوي الوحيد للبنان، وكيف حوّله "حزب الله" إلى مركز يخدم مصالح إيران الإقليمية.وفي ظل هذا الوضع، تعالت الأصوات الداخلية والخارجية من أجل إنشاء مطار مدنيّ ثان في البلاد، وعبرت بعض الدول الغربية عن رغبتها في تخصيص ما بين 75 و100 مليون دولار، من أجل المساهمة في إنشاء مطار بديل لمطار بيروت. وتؤكد وسائل الإعلام اللبنانية، أنّ مشروع إحداث مطار لبنانيّ جديد بقي مجمّدًا لسنوات طويلة، بعد ما استخدم "حزب الله" فيتو سياسيًا ليحول دون تحققه على أرض الواقع.مزاعم صحيفة التليغراف كاذبةوفي هذا الشأن، قال رئيس الوزراء اللبنانيّ الأسبق الدكتور فؤاد السنيورة لقناة "المشهد": يعتمد "حزب الله" على مداخل عديدة لإدخال ترسانته العسكرية، ولكنّ المدخل الأساسيّ الذي يعتمده هو عبر الحدود السورية، وليس عبر المطار". وأضاف السنيورة: منطقيًا، "حزب الله" ليس بحاجة إلى مستودعات إضافية لتخزين صواريخه ومعداته الحربية وذخيرته، بالتالي ما أوردته صحيفة التلغيراف في تقريرها ليس سوى ادعاءات.أستغرب كيف لصحيفة تتمتع بالمصداقية أن تلجأ لمثل هذه المزاعم، وعلى أيّ حال، نفى وزير الأشغال اللبنانيّ هذه الادعاءات بحضور عدد من السفراء والمسؤولين.من الضروريّ أن يتمّ عقد اجتماع في الحكومة اللبنانية، من أجل اتخاذ موقف صارم في هذا الشأن، وأيضًا من أجل القيام بالادعاء على هذه الصحيفة، حتى يتوقف الجميع عن التداول بهذه الأخبار الكاذبة. ترسانة الحزب العسكرية ضخمةواستطرد السنيورة قائلًا: "لا أعتقد أنّ إيران ترسل الأسلحة والذخائر إلى الحزب عبر مطار بيروت، ولا شك أنّ لديهم طرقًا عدة لتحقيق هذا الهدف، وإلا كيف استطاع الحزب أن يجمع هذا العدد الضخم من الصواريخ، وأعتقد أنّ الحزب يلجأ بشكل أساسيّ إلى الطريق البرية عبر سوريا، وبالتحديد عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية". وأكد السنيورة أنّ على الحكومة اللبنانية الإسراع بعقد اجتماع يصار في نهايته إلى عقد مؤتمر صحفي، يتخذ من خلاله موقف واضح يؤكد للجميع أنّ مطار بيروت هو مطار للركاب وليس لنقل الذخائر والأسلحة، وأنّ هذا المطار يتمتع بالثقة الدولية، وهو محط انتباه وتعاون من قبل عدد كبير من شركات الطيران في العالم".وأردف السنيورة قائلًا: "هناك مطار آخر في لبنان كان يسمى مطار القليعات، وأصبحت تسميته مطار رينيه معوض، وفيه مدرج كبير ومهم وأساسي، وأطول حتى من المدارج الموجودة في مطار بيروت، لكنه بحاجة إلى تجهيزات ضخمة، وهو على مقربة من الحدود السورية، وأنا اعتقد أنّ لبنان سيضطر عاجلًا أم آجلًا إلى فتحه، وبالتالي عندما تستقر الأمور في البلاد، ستكون هذه الخطوة واحدة من الأولويات الأساسية للحكومة اللبنانية".(المشهد)