كثفت إسرائيل الضربات على جنوب ووسط قطاع غزة الأربعاء رغم تعهّدها بسحب بعض قواتها والتحول إلى حملة أكثر استهدافا ومناشدة من حليفتها واشنطن بتقليل عدد الضحايا من المدنيين.وقالت إسرائيل هذا الأسبوع إنها تعتزم بدء سحب قواتها من شمال غزة على الأقل، وذلك بعد ضغوط أميركية استمرت أسابيع لتقليص عملياتها وضرورة التحول إلى ما تقول واشنطن إنه يجب أن يكون حملة أكثر استهدافا.لكن يبدو أن القتال لا يزال محتدما خاصة في جنوب ووسط القطاع الذي اجتاحته القوات الإسرائيلية ديسمبر الماضي.وفي رفح، على الطرف الجنوبي من القطاع، انتحب أقارب أمام جثث 15 فردا من عائلة نوفل كانت ترقد في مشرحة مستشفى صباح الأربعاء بعد أن دمرت ضربة جوية إسرائيلية منزلهم الليلة الماضية.وكان معظم القتلى من الأطفال، فيما فتح رجل جزءا من أحد الأكفان وداعب وجه طفل صغير بيده.وفي موقع الهجوم الذي أحدث حفرة كبيرة في أرضية أحد المباني، تسلق الجيران الأنقاض حيث تناثرت أحشاء ملطخة بالدماء وألعاب أطفال مكسورة.وقالت أم أيمن النجار، التي قُتلت ابنتها وابنة أختها وسط الحطام: "صحونا ووجدنا أنفسنا محاصرين والأنقاض على رؤوستا، قصف تلو القصف".وقتلت إسرائيل أكثر من 23 ألف فلسطيني في غزة منذ أن شنّت حملة للقضاء على "حماس" التي أسفر هجومها على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي عن مقتل 1200 إسرائيلي واقتياد 240 أسيرا إلى غزة.بلينكن يزور إسرائيلوتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى رام الله الأربعاء خلال جولته الرابعة بالمنطقة منذ بدء الحرب، والتقى بقادة فلسطينيين من بينهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الضفة الغربية.والتقى بلينكن أيضا بقادة إسرائيليين، وزار دولا عربية مجاورة بحثا عن تسوية مستقبلية بشأن قطاع غزة الذي دمره القصف الإسرائيلي، وتسبب في تعرض سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة لأزمة إنسانية.وتريد واشنطن أن تمنح إسرائيل السلطة الفلسطينية، التي تتخذ من رام الله مقرا لها، دورا مستقبليا في حكم غزة، لكن إسرائيل التي تقول إنها تريد السيطرة على أمن غزة إلى أجل غير مسمى، متردّدة في ذلك."زي الكلام المكتوب بالزبدة"رغم تأكيد إسرائيل العلني منذ بداية العام الجديد أنها ستقلص الحرب، يقول سكان غزة إنهم لم يروا منها أي تراجع، ولا يزال محظور عليهم العودة إلى شمال القطاع كما أصبح جنوب غزة منطقة حرب شاملة في الأسابيع القليلة الماضية.واضطر كل السكان تقريبا للنزوح عن منازلهم، ونزح بعضهم مرات عدة مع تقدم القوات الإسرائيلية.وقالت أم أحمد، وهي أم لـ5 أطفال من مدينة غزة وتعيش الآن في خيمة برفح، إن سكان غزة كانوا يأملون أن تسفر زيارة بلينكن عن السماح لهم بالعودة إلى ديارهم.وأضافت: "زي الكلام المكتوب بالزبدة، على طول بيختفي أول ما تطلع الشمس، هذا كلام بلينكن، مزيف".وبدأت موجة نزوح جديدة في النصيرات بعد يوم من إسقاط إسرائيل منشورات تحذيرية جديدة على سكان مناطق عدة تطالبهم بإخلاء منازلهم والتوجه غربا إلى دير البلح.وتقصف إسرائيل المنطقة هناك أيضا، حيث نشر الهلال الأحمر الفلسطيني مقطع فيديو يُظهر وصول سيارات الإسعاف إلى مستشفى حاملة قتلى وجرحى من بينهم أطفال.وفي إشارة إلى احتدام القتال، أعلنت إسرائيل مقتل 9 من جنودها في غزة الثلاثاء الذي يعدّ أحد أكثر الأيام دموية بالنسبة لقواتها في الحرب.وتقول إسرائيل، التي لا تزال تحت تأثير صدمة الهجوم المباغت لـ"حماس" في 7 أكتوبر، إنها لن تتوقف عن القتال حتى تقضي على الحركة الفلسطينية وتستعيد أكثر من 100 أسير محتجزين في غزة لغاية الآن.(رويترز)