دعت وزارة الخارجية الأميركية السبت، المواطنين الأميركيّين في لبنان إلى مغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن، مستغلة توافر الرحلات الجوية التجارية، في ظل اشتداد النزاع بين إسرائيل و"حزب الله".
وجاء في تحديث لنصائح السفر: "نظرًا للطبيعة غير المتوقعة للنزاع المستمر والتفجيرات الأخيرة في أنحاء لبنان كافة، بما في ذلك بيروت، تحضّ السفارة الأميركية المواطنين الأميركيّين على مغادرة لبنان، بينما خيارات النقل التجاريّ لا تزال متاحة".
وأشارت الخارجية الأميركية إلى أنّ الرحلات التجارية لا تزال متاحة حاليًا، لكن بطاقة استيعابية منخفضة، موضحة أنّ "الوضع الأمنيّ قد يزداد سوءًا، ما قد يجعل الخيارات التجارية للمغادرة غير متاحة في المستقبل".
رفع مستوى التحذير
في أواخر يوليو، رفعت الولايات المتحدة تحذيرها بشأن السفر إلى لبنان إلى أعلى مستوى، وهو "عدم السفر"، بعد أن أدت غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية إلى مقتل أحد كبار قادة "حزب الله"، ما أدى إلى تصاعد التوترات بشكل كبير.
وأفادت السلطات اللبنانية بأنّ فرق الإنقاذ ما زالت تبحث عن مفقودين تحت الأنقاض، بعد الغارة الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي أسفرت عن مقتل 37 شخصًا على الأقل، بينهم القياديان في "حزب الله" إبراهيم عقيل وأحمد وهبي..
وقال الجيش الإسرائيليّ إنّ الضربة استهدفت اجتماعًا تحت الأرض لقادة في قوة "الرضوان" التابعة للحزب، مشيرًا إلى أنها فككت تقريبًا سلسلة القيادة العسكرية للجماعة.
وأوضح مصدر أمنيّ لبناني، أنّ الهجوم دمّر مبنًى سكنيًا في منطقة مكتظة، وألحق أضرارًا بروضة أطفال مجاورة.
رد "حزب الله"
في أعقاب الضربة، أعلن حزب الله عن استهدافه قاعدة ومطار "رامات ديفيد" جنوب شرق حيفا بعشرات الصواريخ من نوع "فادي 1" و"فادي 2"، مؤكدًا أنّ هذه الهجمات جاءت ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المناطق اللبنانية، التي أسفرت عن سقوط العديد من المدنيّين.
وأفادت صحيفة "يسرائيل هيوم"، بأنّ حزب الله أطلق 5 دفعات صاروخية، مجموعها 30 صاروخًا، من جنوب لبنان باتجاه مناطق الجليل وشرق حيفا، بينما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أنّ الصواريخ التي أُطلقت من لبنان، بلغ عددها نحو 30 صاروخًا، مشيرة إلى أنّ منظومة القبة الحديدية تمكنت من اعتراض بعض هذه الصواريخ.
وفي أعقاب القصف الصاروخي، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن إلغاء الدراسة في عدد من المدن الشمالية، بما في ذلك عكا وطبريا ونهاريا وصفد، إضافة إلى بلدات في جنوب شرقيّ حيفا. كما دوت صفارات الإنذار في مناطق جنوب شرق حيفا، ما أثار حالة من الذعر بين السكان.
نزوح الآلاف
منذ بدء التصعيد في أكتوبر، اضطر عشرات الآلاف إلى مغادرة منازلهم على جانبَي الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، في ظل إطلاق "حزب الله" الصواريخ تضامنًا مع الفلسطينيّين في غزة، وأسفرت الاشتباكات عن سقوط أكثر من 740 قتيلًا في لبنان، بينهم 70 شخصًا قُتلوا الأسبوع الماضي، في أسوأ موجة عنف تشهدها المنطقة منذ حرب 2006 بين إسرائيل و"حزب الله".
ومع استمرار التصعيد وارتفاع الخسائر البشرية، تتزايد المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، وسط دعوات دولية لوقف العنف والعودة إلى طاولة المفاوضات، لتفادي كارثة إنسانية في المنطقة.
(وكالات)