هل ما حدث على كورنيش الإسكندرية له علاقة بالزلزال؟ وهل تغرق شواطئ الإسكندرية؟ أسئلة شغلت الرأي العام المصري خلال الأيام الماضية، خاصًة أن التشقق الذي شهده شاطئ سيدي بشر، جاء بالتزامن مع الزلزال المدمر الذي ضرب الأراضي التركية والسورية. وما بين التهويل والتهوين من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، اختلفت وجهات نظر غير المتخصصين، وضجً مجتمع السوشيال ميديا بالصور والفيديوهات التي تُظهر ارتفاع أمواج البحر خلال الأيام الماضية، وسط تخوفات من تكرار المأساة التركية في المدينة الساحلية. على المستوى الرسمي، نفت محافظة الإسكندرية، في بيان لها وجود علاقة بين الزلزال والتشقق الذي شهده ممشى الكورنيش في شاطئ سيدي بشر. منصة "المشهد" طرحت الأسئلة على خبراء التغيرات المناخية والمختصيين للإجابة على هذه الأسئلة. ويأتي ذلك بعد أن كانت تركيا قد أرسلت تحذيرا لـ14 دولة تنذرها باحتمالية وقوع تسونامي في المدن الشاطئية بعد الزلزال مباشرة، ومنها دول عربية كمصر ولبنان، أو أوروبية كإيطاليا.التغيرات المناخية بريئةالدكتور محمد عبد ربه، أستاذ اقتصاديات البيئة بمعهد الدراسات العليا والبحوث في جامعة الإسكندرية، نفى أن يكون ما حدث في كورنيش الإسكندرية بسبب الزلزال أو التغيرات المناخية، قائلا: "ما جرى في شاطئ سيدي بشر سببه نحر البحر في الرمال نتيجة وجود بناء على الكورنيش في بعض المناطق ما تسبب تغير في حركة المياه". وأكد في حديثه لمنصة "المشهد" أن المناطق غير المحمية بمصدّات خرسانية تكون أكثر عرضة للنحر في رمال الشاطئ وبالتالي ستكون الأمواج أكثر شدة في هذه المناطق حماية للشواطئ.من جانبه، قال الدكتور حسام المغازي، وزير الري المصري الأسبق، إن ما جرى من شرخ في سور كورنيش الإسكندرية، هو نتيجة نوة عنيفة تم توقعها قبلها بأيام وقبل حدوث الزلزال المدمر في تركيا. وأضاف في تصريح لمنصة "المشهد" أن النوات في الإسكندرية معروفة كل عام ويستطيع خبراء الأرصاد الجوية توقع حجمها، وبالتالي فلا علاقة للزلزال بما حدث في سور كورنيش الإسكندرية خصوصًا أن الشرخ لم يتعد 20 مترًا فقط، وهو بسبب تيارات المياه التي تنحر في رمال الشواطئ. وأشار إلى أن الأمواج العاتية التي وصل ارتفاعها إلى 6 أمتار خلال النوة، تسببت في سحب لرمال الشاطئ وبالتالي ضربت الحواجز الخرسانية الموجودة على الشاطئ، لافتا إلى أن هذا الشاطئ مدرج ضمن خطة الدولة لعمل حواجز أمواج لمجابهة ظاهرة التغيرات المناخية ولكن المشروع لم يكتمل حتى الآن. وكشف " المغازي" أن مشروعات حماية الشواطئ التي تقيمها مصر، بدأت من ساحل المندرة حتى منطقة بئر مسعود كمرحلة أولى، فيما ستشمل المرحلة الثانية التي يجري العمل فيها من شاطئ سيدي بشر وحتى شاطئ المحروسة بطول 2 كيلو متر. وأوضح أنه جرى عمل حواجز خرسانية على شاطئ سيدي بشر لعلاج الشرخ ومنع تسرب الرمال من أسفل الحواجز بشكل عاجل، لحين الانتهاء من مشروع حماية الشواطئ في المنطقة. مصر ليست في حزام الزلازل بدوره أكد الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية المصري، أن مصر ليست ضمن حزام الزلازل ومن غير المتوقع أن تدخل في هذا النطاق خلال الحقبة الجيولوجية التي نعيش فيها. وقال " القاضي" في تصريحات تليفزيونية : "بالرغم من ذلك لدينا مناطق يحدث فيها نشاط زلزالي ويتم تسجيله بدقة خاصة في منطقة شمال البحر الأحمر ومنطقة خليج السويس ولكنها لا تؤثر على الأراضي المصرية". وأشار إلى أن هناك نشاطا زلزاليا أيضًا في منطقة القوس الهيليني الذي يضم قبرص واليونان ومن حين لآخر يشعر به سكان المدن المصرية ولكن دون حدوث تأثيرات على البنى التحتية. واستبعد رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، حدوث موجات تسونامي على السواحل المصرية، لأن التسونامي لا يحدث نتيجة حدوث زلزال في اليابسة، ويحدث فقط نتيجة وجوده في البحر أو المحيط وهو مستبعد وقوعه على السواحل المصرية.(المشهد)