أزمة تلوح في الأفق بين العراق والأردن بعد حديث دار في أوساط البرلمان العراقي لإدراج مقترح يقضي بقطع حصة المملكة من النفط على خلفية هتافات وصفوها بغير الأخلاقية.مباراة العراق وفلسطينوجاء التوتر بعد استضافة عمّان مباراة لكرة القدم جمعت منتخبي العراق وفلسطين، انتهت بفوز الفريق الفلسطيني بنتيجة 2-1، لتشتعل شرارة حرب كلامية عبر مواقع تواصل الاجتماعي حملت عبارة مسيئة للعراق قام أردنيون بنشرها وفق وسائل الإعلام. وعلى خلفية هذه الأحداث وما رافقها من تفاعل عبر مواقع التواصل، تحرك أعضاء في مجلس النواب العراقي لإدراج مقترح قطع إمددات النفط العراقي عن الأردن. وخلق الاحتجاج على تلك الهتافات التي وصفت بغير اللائقة من قبل نواب التكتل الشيعي في البرلمان العراقي، حالة من الانقسام داخل مجلس النواب في ظل مؤشرات لرفض المقترح من قبل بعض أعضاء البرلمان. وقال محللون إنه من غير المرجح أن يتمكن العراق من قطع نفط عن الأردن من دون أي تداعيات، لوجود اتفاقية نفطية موقعة بين البلدين تنظم تصدير النفط وتلزم كلا البلدين بعدم انتهاكها.وردّت وزارة الخارجية الأردنية مستنكرة في بيان رسمي ما أسمته بمحاولات بائسة ومضللة من قبل بعض الأشخاص أو الجهات للإساءة لعلاقات الأردن والعراق. ونشر الاتحاد الأردني لكرة القدم بيانا أعرب فيه عن استيائه من محاولات بعض الفئات المضللة في إثارة النعرات والتعصب والكراهية بين الجماهير الرياضية. التصعيد بين العراق والأردنواعتبر سفير العراق السابق لدى الأردن ورئيس المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية الدكتور غازي فيصل حسين أن هذا التصعيد من بعض التيارات في مجلس النواب لا يرتقي إلى إدراك طبيعة المشكلة. وأشار حسين في حديثه لبرنامج "المشهد الليلة" مع الإعلامي رامي شوشاني، إلى أن "هناك فتنة" بالتأكيد، لافتا إلى أن بيان الاتحاد الأردني لكرة القدم والذي سبق الاتصال الهاتفي بين وزيري خارجية الأردن والعراث يؤكدان على أن ما حصل لا يرتقي إلى معلومات دقيقة، وأن هناك "فبركة" وأن النص الأصلي للفيديو لا يتضمن أي من هذه الكلمات غير اللائقة والنابية.وشدّد على أن "هذا النص مفتعل ومفبرك. قد يكون من جهات تستهدف خلق فتنة بين الجماهير الأردنية والعراقية على شبكات التواصل". وأشار حسين إلى أن هناك علاقات احترام بين الشعبين الأردني والعراقي بمختلف فئاته. ولفت إلى أنه بسبب حرب عامي 1991 و2003، بلغ عدد العراقيين الذين وصلوا إلى الأردن نحو مليون عراقي، وأعلن العاهل الأردني الراحل الملك حسين بعد الحرب الأولى أن العراقيين هم ضيوف "ولا يمكن أن نعتبرهم لاجئين". تيارات إقصائية وأكد حسين أنه في العراق، هناك تيارات ضد العلاقات العراقية العربية. وأشار إلى أن هذه التيارات الانعزالية والإقصائية كانت ولازالت تقف في وجه العلاقات والاتفاقيات مع الأردن، مبينا أن المملكة تغذّي المناطق الغربية في العراق بالكهرباء. وشدّد حسين على أن هذه التيارات السياسية يمكنها فقك التأثير على صعيد الخطابات والمداخلات التي تحصل في مجلس النواب، لكنها لم تستطع باتجاه إلغاء أو تعطيل الاتفاقيات. وقال "الاتفاقيات مهمة جداً بين المملكة الأردنية والعراق على مختلف الأصعدة"، لافتا إلى أن الأردن هو المصدّر رقم واحد للعراق، وهناك علاقات واسعة النطاق ومتعددة المستويات "لكن هناك تيارات تذهب باتجاه تغذية الكراهية والتمييز". (المشهد)