غادر وفد من حركة "حماس" القاهرة، وسيعود إليها بـ"ردّ" بشأن مقترح الهدنة الأخير في قطاع غزة، والذي يشمل الإفراج عن أسرى، وفق ما ذكرته قناة القاهرة الإخبارية ليل الاثنين/ الثلاثاء، نقلًا عن مصادر مصرية لم تسمّها.ونقل الموقع عن "مصادر مصريّة"، أنّ وفد "حماس" غادر القاهرة، على أن "يعود إليها بردّ مكتوب على مقترح الهدنة".مقترح التفاوضواستضافت العاصمة المصرية القاهرة مفاوضات لحلحلة الأزمة في غزة، وعُقد اجتماع بين ممثّلي مصر وقطر، الدولتين الوسيطتين مع الولايات المتحدة، ووفد من "حماس" التي يُنتظر ردها على هذا المقترح الذي تم التفاوض عليه بين إسرائيل ومصر، بعد أشهر من المناقشات غير المثمرة.في وقت سابق الاثنين، أعلن وزير خارجية مصر سامح شكري وجود مقترح من بلاده على طاولة المفاوضات، بشأن الوصول لهدنة في غزة، داعيًا الجانبين الفلسطينيّ والإسرائيليّ لدراسته.وقال شكري خلال جلسة ضمن فعاليات المنتدى الاقتصاديّ العالميّ في الرياض:مصر متفائلة إزاء اقتراح للهدنة وإطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة، لكنها تنتظر ردًا على الاقتراح من إسرائيل وحركة "حماس".نأمل أن يكون الاقتراح قد أخذ في الاعتبار موقف الجانبين، وتوخى كسب الاعتدال من الجانبين، ونحن في انتظار القرار النهائي.هناك عوامل سيكون لها تأثير على الجانبين، لكن يحدوني الأمل في أن يرتقي الجميع إلى مستوى الحدث، ويدركوا أننا لا يمكن أن نستمر في الوضع (الحالي) بالخسائر المستمرة في الأرواح.من جهتها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنّ المقترح يتضمن إطلاق الأسرى الإسرائيليّين البالغ عددهم 134 (وفق تقديرات تل أبيب) على 3 مراحل تبدأ بـ33 أسيرًا، ثم الباقي على مرحلتين بفاصل زمنيّ قدره 10 أسابيع.وأشارت الصحيفة إلى أنّ "حماس تطالب بإطلاق سراح 50 أسيرًا مقابل كل جنديّ إسرائيلي، و30 أسيرًا مقابل كل مدنيّ تحتجزه".بينما تتعهد إسرائيل، وفق المصدر ذاته، بـ"وقف الاستعدادات كافة للدخول إلى مدينة رفح جنوبيّ قطاع غزة برًا، ووقف كامل لإطلاق النار لمدة عام، يتم خلاله الإعلان عن بدء تنفيذ التحركات لإقامة الدولة الفلسطينية".وبدأت الحرب في غزة بعد هجوم نفذته "حماس" جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200 شخص وفق إحصاءات رسمية إسرائيلية، وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيّين معظمهم أطفال ونساء،، فضلًا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية". بحث تطورات مفاوضات هدنة غزةفي السياق، ، قالت الرئاسة المصرية، إنّ الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى الاثنين اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميركيّ جو بايدن، بحثا فيه آخر التطورات بخصوص المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة، ومخاطر التصعيد العسكريّ المحتمل في رفح.وأضافت الرئاسة في بيان: الاتصال تناول آخر مستجدات المفاوضات الجارية والجهود المصرية للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، ووقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى. الرئيسان شددا خلال الاتصال على خطورة التصعيد العسكريّ في مدينة رفح الفلسطينية، لما سيضيفه من أبعاد كارثية للأزمة الإنسانية المتفاقمة بالقطاع، فضلًا عن تأثيراته على أمن واستقرار المنطقة. السيد الرئيس أكد ضرورة النفاذ الكامل والكافي للمساعدات الإنسانية، مستعرضًا الجهود المصرية المكثفة في هذا الصدد. أكد الرئيسان ضرورة العمل على منع توسع دائرة الصراع، وجددا تأكيد أهمية حل الدولتين، باعتباره سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة.وأجرى بايدن مكالمة هاتفية في وقت متأخر الاثنين، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي تلعب بلاده إلى جانب مصر دور الوساطة في الصراع. من جهته، قال الديوان الأميريّ في قطر في بيان، إنّ بايدن وأمير قطر بحثا "تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وجهود البلدين من أجل التوصل لاتفاق وقف فوريّ ودائم لإطلاق النار في غزة". وقال البيت الأبيض إنّ بايدن حثّ السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على بذل كل الجهود لضمان إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حركة "حماس"، "لأنّ هذا هو الآن العقبة الوحيدة أمام وقف فوريّ لإطلاق النار وإغاثة أهل غزة".(وكالات)