بعد أن ساعد الرئيس الأميركيّ جو بايدن في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، أعلن أنّ الصفقة يمكن أن تبني زخمًا نحو اختراق مماثل في غزة.وقال محللون إنّ هذا التقييم سابق لأوانه لأن إسرائيل و"حماس" أبعد كثيرًا من التوصل لاتفاق في غزة عن إسرائيل و"حزب الله" في لبنان، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".كانت الهدنة في لبنان ممكنة جزئيًا لأنّ "حزب الله" الذي أضعفته أشهر من الاغتيالات والخسائر في ساحة المعركة فقد نفوذه على طاولة المفاوضات. وعلى الجانب الإسرائيلي، يمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن يقدم تنازلات لأنّ التوصل إلى اتفاق في لبنان لن يضعف قبضته على السلطة في الداخل.انفراجة في غزة؟من الصعب تحقيق انفراجة في غزة لأنّ "حماس" لا تزال تحتجز ما يقرب من 100 أسير، وهي ورقة رابحة مهمة تسمح لكبير مفاوضي الحركة، خليل الحية، بالحفاظ على موقف تفاوضي متشدد. وفي إسرائيل، لا يمكن لنتانياهو المساومة مع "حماس" لأنّ القيام بذلك قد يؤدي إلى انهيار ائتلافه الحاكم، ما يجبر على إجراء انتخابات مبكّرة.وهدد حلفاء نتانياهو اليمينيون المتطرفون، الذين يأمل الكثير منهم في تسوية غزة مع المدنيين اليهود بعد الحرب، بالتخلي عن تحالفه إذا انتهى الصراع هناك من دون هزيمة "حماس" الكاملة. لكن، عندما يتعلق الأمر بلبنان، كان نتانياهو تحت ضغط داخليّ أقل لتوجيه ضربة قاضية لـ"حزب الله"، حتى لو ظل العديد من الإسرائيليين بما في ذلك الكثير من قاعدته قلقين للغاية بشأن التهديد طويل الأجل الذي يشكله الحزب.وقال آرون ديفيد ميلر، المحلل الأميركيّ والمفاوض السابق في محادثات السلام السابقة في الشرق الأوسط: "حدث اتفاق لبنان لأنّ نتانياهو أراده و"حزب الله" في حاجة إليه ولأنه لم يكن بمثابة كسر لاتفاق ائتلاف نتانياهو.. اتفاق غزة مختلف".ومع ذلك، أعرب كل من القادة الأميركيين والإسرائيليين عن تفاؤلهم بأنّ اتفاق لبنان يمكن أن يكون نقطة تحول.وفي إعلانه عن هدنة لبنان يوم الثلاثاء، قال بايدن إنه يأمل أن يؤدي الاتفاق إلى تجدد الزخم في المفاوضات الموازية بشأن غزة.نفق أسود لغزة وكرر هذا الوعد في منشور على وسائل التواصل الاجتماعيّ يوم الأربعاء، متعهدًا بـ"دفعة أخرى" لاتفاق غزة، على الرغم من توقف المحادثات منذ شهور.وفي إسرائيل، أشار نتانياهو إلى أنّ انسحاب "حزب الله" من القتال قد يعزل حليفته "حماس" ويجبرها على التراجع.وقال نتانياهو في خطاب مسجل مساء الثلاثاء إنّ "حماس" تعتمد على "حزب الله" للقتال إلى جانبها. ومع خروج "حزب الله" من الصورة، تترك "حماس" بمفردها. سنزيد من ضغطنا على "حماس" وهذا سيساعدنا في مهمتنا المقدسة المتمثلة في إطلاق سراح أسرانا".لكن محللين فلسطينيّين قالوا إنّ "حماس"، التي نجت بالفعل من العديد من الانتكاسات الخطيرة خلال العام الماضي، من غير المرجح أن تتخلى فجأة عن الأسرى أو تتخلى عن السلطة في غزة. وعلى الرغم من أنّ قيادة "حماس" قد أهلكت وأنّ سكان غزة العاديين يتوقون إلى وضع حد للمعاناة، إلا أنّ قادة الحركة المتبقين يتمسكون باتفاق من شأنه أن يسمح للمجموعة بالبقاء على قيد الحياة في الحرب.وتحقيقا لهذه الغاية، أصدرت حماس بيانا يوم الأربعاء، بعد فترة وجيزة من بدء الهدنة في لبنان، كررت فيه مطلبها الأساسيّ لإسرائيل بالانسحاب الدائم من غزة. وقال مخيمر أبو سعدة، عالم السياسة الفلسطيني النازح من منزله في مدينة غزة: "لا أعتقد حقًا أنّ وقف إطلاق النار في لبنان سيكون له أيّ تأثير على غزة". وأضاف" لا يوجد ضوء في نهاية النفق الأسود لغزة".(ترجمات)