نشرت صحيفة "فورين بوليسي" الأميركية، مقالاً للكاتب ستيفن كوك، تحدث فيه عن حتمية الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني.ووصف كوك في مقاله، التطورات في الشرق الأوسط بالديناميكية، وستدفع بالحرب بين إسرائيل و"حزب الله" إلى الأمام، حيث سيتحول مجرى الأحداث في المنطقة إلى حرب حتمية بين الطرفين، خلال الستة إلى الثمانية أشهر المقبلة.وأوضحت الصحيفة أن "سياسة ضبط النفس الذي يتبعها الطرفان، لا يعني أنهما لا يريدان الحرب، بل إن قيادة "حزب الله" والقيادة العليا لقوات الدفاع الإسرائيلية تواجه حالياً مجموعة من القيود التي أدت حتى الآن إلى كبح جماح أي صراع، لكن الواقع يشير إلى أن هذه القيود بدأت تنهار بالفعل".وشرح الكاتب أن "حزب الله عنصر حاسم في الردع الإيراني، ومجموعة لصواريخ التي يبلغ عددها أكثر من 100 ألف صاروخ، هي قدرة إيران على الضربة الثانية، وإذا قامت إسرائيل أو الولايات المتحدة بمهاجمة البرنامج النووي الإيراني، فإن ترسانة "حزب الله" من شأنها أن توجه ضربة مدمرة للمراكز السكانية الإسرائيلية، وبقدر ما يلتزم علي خامنئي وغيره من القادة الإيرانيين بتدمير إسرائيل، فإنهم أكثر إخلاصاً لبقاء النظام ولا يريدون خسارة قدرة الردع التي استثمروها في حزب الله".أميركا تتجنب مواجهة "حزب الله"وقدّم الكاتب مقارنة لعلاقة الطرفين مع الجهات الدولية، قائلاً: "إيران قيدت "حزب الله"، والولايات المتحدة فعلت الشيء نفسه فيما يتعلق بإسرائيل، لأن إدارة بايدن متسقة بشأن قضيتين خلال حرب غزة أولاً، يجب هزيمة "حماس"، ثانياً لا بد من تجنب الحرب بين إسرائيل و"حزب الله".ولكن من الواضح أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل سوف تتحول بسرعة إلى صراع إقليمي، كما أن قدرة الرئيس الأميركي على التأثير على الإسرائيليين بشأن كيفية تعاملهم مع حدودهم الشمالية تتضاءل.وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت إجلاء ما يقدر بنحو 80 ألف إسرائيلي من بلدات الشمال كإجراء احترازي في حالة حدوث تصعيد كبير، ومن وجهة النظر الإسرائيلية، فإن هذا الجزء من بلادهم غير صالح للسكن، وأصبحت السيادة الإسرائيلية هناك الآن غير مؤكدة، وهذا ببساطة أمر غير مقبول بالنسبة للحكومة أو أي حكومة إسرائيلية التي تحتاج إلى رد فعل قوي.لأن أيدي الإسرائيليين كانت مشغولة بغزة، فقد تكيفوا على مضض مع الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة وفرنسا، ومع ذلك لم تنتج واشنطن ولا باريس خطة ترضي الإسرائيليين أو "حزب الله".ويطالب الإسرائيليون "حزب الله" بالانسحاب إلى نهر الليطاني، الذي يبعد 18 ميلاً عن الحدود الإسرائيلية، وفقاً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 (2006) وهو الطلب الذي يرفضه حزب الله، من جانبه، يريد حزب الله من إسرائيل أن تخفض حجم قواتها على الحدود وهو أمر لن يفعله الإسرائيليون، خصوصا بعد أحداث 7 أكتوبر. ويرى كوك أنه، مع مرور الوقت، أثبتت الدبلوماسية أنها غير مثمرة، وإذا ادعى الإسرائيليون النصر في غزة، فسوف يحولون انتباههم إلى حل مشكلتهم الأمنية في الشمال، إنها مسألة وجودية بالنسبة للإسرائيليين، لأنه على الرغم من رغبات البيت الأبيض، من المرجح أن تندلع الحرب في لبنان في الربيع أو الصيف.وأضاف كوك في تحليله أنه من المفترض أن العمليات العسكرية الكبرى للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ستكون قد انتهت بحلول ذلك الوقت، مما يسمح للقوات بتحويل اهتمامها الكامل إلى حزب الله، ومع ضعف القيود المفروضة على كل من "حزب الله" وإسرائيل، فإن كل الدلائل على الأرض تشير إلى الحرب.الأسلحة الإسرائيلية غير كافية وعن قدرة إسرائيل على خوض الحرب، قال كوك: "لا شك أن إسرائيل تمتلك قاعدة صناعية دفاعية متطورة وبنية عسكرية متقدمة، لكن حربها رداً على هجوم حماس في السابع من أكتوبر شكل خروجاً كبيراً عن العقيدة المعيارية للجيش الإسرائيلي، ومع دخول الصراع في غزة شهره الخامس، يتعين على الإسرائيليين أن يعملوا على تجديد مخزونهم من أسلحة معينة، لأنه عندما يتعلق الأمر بمواجهة "حزب الله"، يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى المزيد من الأسلحة الموجهة بدقة، والتي ستكون حاسمة لتحييد مواقع إطلاق "حزب الله" وغيرها من المواقع الحساسة".وكانت إسرائيل ضربت مؤخراً وادي البقاع، بعد أن أسقط "حزب الله" طائرة إسرائيلية من دون طيار، وفي المقابل أرسل "حزب الله" طائرات بدون طيار إلى الجليل الأسفل، وقصفت القوات الجوية الإسرائيلية مستودعات الأسلحة في صيدا، على بعد أقل من 30 ميلاً من بيروت.(ترجمات)