واصلت إسرائيل قصف قطاع غزة بضربات جوية صباح الاثنين وشن الطيران الإسرائيلي هجمات على جنوب لبنان خلال الليل في الوقت الذي يعقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اجتماعا مع كبار القادة العسكريين ومجلس وزراء الحرب لتقييم الصراع المتصاعد. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الهجمات الإسرائيلية تركزت على وسط وشمال قطاع غزة. وقالت تقارير إعلامية إن غارة جوية على منزل بالقرب من مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة أدت إلى مقتل عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين. وقالت السلطات الصحية في غزة إن ما لا يقل عن 4600 شخص قتلوا جراء القصف الإسرائيلي المستمر منذ أسبوعين والذي بدأ بعد هجوم شنته حركة "حماس" على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر وأدى إلى مقتل 1400 شخص وخطف 212 واقتيادهم إلى غزة. وتحشد إسرائيل دبابات وقوات قرب السياج الحدودي حول قطاع غزة استعدادا لاجتياح بري مزمع بهدف القضاء على حماس، بعد عدة حروب غير حاسمة منذ وصول الحركة إلى السلطة في القطاع عام 2007 بعدما أنهت إسرائيل احتلالا استمر 38 عاما لغزة.كيف سيرد وكلاء إيران على إسرائيل؟وتزايدت المخاوف من أن تتحول الحرب بين إسرائيل وحماس إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط في مطلع الأسبوع مع تحذير واشنطن من وجود خطر كبير على المصالح الأميركية في المنطقة وإعلانها عن نشر أنظمة دفاع جوي متقدمة. وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لبرنامج "هذا الأسبوع" الذي تبثه شبكة "إيه بي سي": "نحن قلقون من احتمال التصعيد. في الواقع، نرى احتمالا لتصعيد كبير في الهجمات على قواتنا ومواطنينا في أنحاء المنطقة". وذكرت وسائل إعلام رسمية صينية أن المبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط تشاي جون الذي سيزور المنطقة حذر من أن احتمال نشوب هجوم بري واسع النطاق يتزايد وأن اتساع نطاق الصراعات في المنطقة أمر "مثير للقلق". وقال مسؤولون أمنيون إيرانيون إن استراتيجية إيران تتمثل في قيام وكلاء لها في الشرق الأوسط بشن هجمات محدودة على أهداف إسرائيلية وأميركية مع تجنب تصعيد كبير من شأنه أن يجر طهران إلى الصراع.وفي سوريا المجاورة ذكرت وسائل إعلام رسمية أن هجوما صاروخيا إسرائيليا استهدف مطاري دمشق وحلب الدوليين أمس مما أدى لمقتل عاملين على الأقل وخروج المطارين عن الخدمة. وتتمتع إيران، الداعم الرئيسي لحماس في المنطقة، بوجود عسكري في سوريا. وعلى الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، دارت اشتباكات بين جماعة حزب الله المدعومة من إيران والقوات الإسرائيلية دعما لحماس في أكبر تصعيد للعنف على الحدود منذ حرب إسرائيل وحزب الله في 2006. وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت في وقت مبكر الاثنين خليتين تابعتين لحزب الله في لبنان كانتا تخططان لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات وقذائف باتجاه إسرائيل. وأفاد الجيش أيضا بأنه قصف أهدافا أخرى لحزب الله منها مجمع ونقطة مراقبة. وقال حزب الله إن أحد مقاتليه لقي حتفه دون إعطاء تفاصيل. ومع تزايد وتيرة العنف حول حدودها شديدة التحصين، أضافت إسرائيل أمس 14 تجمعا سكنيا تقع في شمالها بالقرب من لبنان وسوريا إلى خطة الإخلاء. المزيد من المساعدات إلى غزة من جهته، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية المجتمع الدولي لتكوين "جبهة موحدة" من أجل وقف هجمات إسرائيل في قطاع غزة والسماح بتدفق المساعدات التي تشتد الحاجة إليها والتي بدأت في الدخول يوم السبت فحسب. وقال البيت الأبيض إن قافلة ثانية تضم 14 شاحنة محملة بالمساعدات دخلت إلى قطاع غزة المحاصر قادمة من معبر رفح الأحد. وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن ونتانياهو في اتصال هاتفي أنه "سيكون هناك الآن استمرار لتدفق هذه المساعدات الحيوية إلى غزة". وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأن حجم البضائع التي دخلت يعادل نحو 4% فقط من المتوسط اليومي للواردات التي كانت تدخل إلى القطاع قبل الأزمة، ولا يمثل سوى جزء ضئيل مما هو مطلوب في ظل نفاد مخزونات الأغذية والمياه والأدوية والوقود. وكثف بايدن جهوده الدبلوماسية وأجرى اتصالات مع نتانياهو والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان وأجرى اجتماعا عن بعد مع زعماء كندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا بشأن إدخال المساعدات إلى غزة ومنع اتساع رقعة الصراع. وفي بيان مشترك، عبّر الزعماء عن دعمهم لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها كما طالبوها بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني بما يشمل حماية المدنيين. وقال مكتب نتنياهو إنه أجرى أيضا اتصالات هاتفية مع زعماء فرنسا وإسبانيا وهولندا في وقت متأخر أمس الأحد. ومن المقرر أن يزور رئيس وزراء هولندا مارك روته إسرائيل اليوم، كما أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي ماكرون سيزور إسرائيل الثلاثاء.(رويترز)