كانت قيادة "حماس" تفكر في تقويض العلاقات بين تركيا وإسرائيل، في الفترة التي سبقت هجومها في 7 أكتوبر، وفقًا للوثائق التي اكتشفها الجيش الإسرائيليّ في غزة.وبحسب صحيفة "تايمز" البريطانية، تُعطي روايات الاجتماعات التي عقدها الزعيم السياسيّ لحركة "حماس" يحيى السنوار في غزة آخر عامين، نظرة ثاقبة على عقلية الجماعة وطموحاتها الإقليمية. وكان الزعيم التركي الرئيس رجب طيب إردوغان، لفترة طويلة من الداعمين الرئيسيّين لـ"حماس" والقضية الفلسطينية، في حين كانت تركيا قاعدة لأعضاء الحركة، بالإضافة إلى مركز للتجنيد وجمع الأموال. ولكن قبل 7 أكتوبر كان هناك تقارب متزايد بين الزعيم التركيّ وإسرائيل، بحسب الصحيفة.وجاء في إحاطة أعدّها للسنوار أحد مساعديه، قبل لقاء بين إردوغان والرئيس الإسرائيليّ إسحق هرتسوغ في مارس 2022، أنّ "تركيا تحاول منذ فترة التقرب من العدو من أجل مصالحها الخاصة". وتضيف: "تركيا لا تريد أن تكون هناك بيئة فلسطينية معادية لسياستها، ولا تريد أن تدفع ثمن تطبيع علاقاتها مع العدو"، كما نقلت "تايمز".وكانت إسرائيل قد شنت عملية برية في أوائل ديسمبر الماضي في خان يونس، حيث اختبأت قيادة "حماس"، في حين كان أحد الأهداف الأولى للقوات الإسرائيلية، هو المكتب الذي استخدمه السنوار، الذي فرّ تحت الأرض، ويُعتقد أنه يختبئ في شبكة أنفاق الحركة.ولا تزال المخابرات العسكرية الإسرائيلية تقوم بفحص الوثائق وملفات الكمبيوتر التي عثرت عليها في المكاتب والمقرات، والمنازل الخاصة في مدينة غزة وخان يونس. وتقترح الإحاطة أنّ على قيادة "حماس" أن تطلب 20 مليون دولار من الأتراك لتمويل التعليم والصحة، مقابل عدم الانقلاب عليهم، بحسب الصحيفة.بعد بدء الحرب الأهلية في سوريا في عام 2011، انتقل قادة "حماس" وأعضاؤها خارج غزة والضفة الغربية، الذين كانوا متمركزين في دمشق إلى إسطنبول. ومع بدء تحسن العلاقات بين تركيا وإسرائيل في الأعوام الأخيرة، تم إخراج الكثير من أعضاء "حماس" بما في ذلك صالح العاروري، الذي قُتل في بيروت الأسبوع الماضي، وانتقلوا إلى مدن أخرى في المنطقة بما في ذلك الدوحة وبيروت. "أعلى درجات الاستعداد العسكري"وفي خزانة بمكتب السنوار في خان يونس، تقول الصحيفة، عثر الجيش الإسرائيليّ على ملخص لاجتماع للمكتب السياسيّ لـ"حماس"، تم عقده قبل وقت قصير من اجتماع آخر لإردوغان، هذه المرة مع رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو، في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، قبل 17 يومًا من هجوم 7 أكتوبر. ومن بين الأمور التي نوقشت في اجتماع "حماس" بحسب الوثيقة، "أهمية تقديم المشورة للقيادة التركية بشأن جدّية وحساسية استقبال نتانياهو الآن". وناقشوا خلال اللقاء، الدعاية التي يقومون بها للمجتمعات الفلسطينية خارج غزة، والتي ركزوا فيها على القدس والمسجد الأقصى والكيبوتسات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم. وتناول اللقاء، السياسة الدبلوماسية لـ"حماس"، لكنّ الوثيقة تتضمن أيضًا توجيهًا بالحفاظ على "أعلى درجات الاستعداد العسكري". ويحاول مراقبو "حماس" المخضرمون في مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي، معرفة الدوافع التي أدت إلى توقيت هجوم 7 أكتوبر. وقال الخبير في شؤون "حماس" من الجامعة العبرية، وزميل البحث في منتدى التفكير الإقليميّ الدكتور عيران تسيدكياهو، إنّ الوثائق أظهرت "الظروف الدبلوماسية التي أدت إلى قرار شن هجوم 7 أكتوبر".وأضاف: "كانت هناك أجواء داخل قيادة (حماس) كانت تشعر بالتهديد بالعزلة الدبلوماسية، ومن حكومة اليمين في إسرائيل، وتدريجيًا اتُّخذ قرار الهجوم".(ترجمات)