تنفذ إسرائيل عمليات هدم جماعية وتقيم تحصينات عسكرية في المناطق السكنية في شمال غزة حيث أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين على الفرار من منازلهم، وفقا لصور الأقمار الصناعية ومقاطع فيديو ومقابلات كشفت عنها صحيفة "واشنطن بوست".وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن هجوما جويا وبريا في 5 أكتوبر في الأجزاء الشمالية من غزة – جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون – للقضاء على مقاتلي "حماس" الذين أعادوا تجميع صفوفهم هناك وإن العملية "ستستمر طالما كان ذلك ضروريا". ووفقا للأمم المتحدة، طرد أكثر من 100 ألف فلسطيني من المناطق المتضررة على مدى الأسابيع الـ11 الماضية، مما ترك ما يقدر بنحو 30 ألفا إلى 50 ألفا – أي أقل من ثمن سكان ما قبل الحرب. وأظهرت الأدلة المرئية أن ما يقرب من نصف مخيم جباليا للاجئين قد تم هدمه أو تطهيره بين 14 أكتوبر و15 ديسمبر، مما يربط طريقا موجودا مسبقا في الغرب بمسار سيارات موسع في الشرق - وأدى إلى نحت محور عسكري يمتد من البحر إلى السياج الحدودي مع إسرائيل.وقال محللون إن إنشاء هذا الممر، وتطهير مساحات من الأراضي على جانبيه وبناء بؤر استيطانية محمية مربعة الشكل، تشبه تحويل الجيش الإسرائيلي لممر نتساريم، وهي منطقة عسكرية إسرائيلية إستراتيجية في وسط غزة.عزل الشمالوفي حين أن القوات الإسرائيلية تقطع ممر نتساريم عبر منطقة مكتظة بالسكان وزراعية إلى حد كبير، تتركز العمليات الإسرائيلية في الشمال في أحياء حضرية مكتظة، مما أدى فعليا إلى تدمير المدن الفلسطينية الشمالية.اعتبارا من 1 ديسمبر، تم تدمير ثلث جميع المباني في جميع أنحاء محافظة شمال غزة منذ بداية الحرب - بما في ذلك أكثر من 5000 في جباليا، وأكثر من 3000 في بيت لاهيا وأكثر من 2000 في بيت حانون، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة. وأظهرت البيانات أن 60% من الدمار في مخيم جباليا للاجئين وقع بين 6 سبتمبر والأول من ديسمبر واستمرت عمليات الهدم والنزوح في الأسابيع التي تلت ذلك. وفي ديسمبر الجاري، قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعالون لوسائل الإعلام المحلية في سلسلة من المقابلات إن الجيش الإسرائيلي يقوم بـ"تطهير عرقي" في شمال غزة.يشبه التدمير والتهجير والحرمان من المساعدات في المنطقة، "خطة الجنرالات"، وهي اقتراح قدمه قائد سابق في الجيش الإسرائيلي إلى الحكومة ويدعو إلى السيطرة على الشمال من خلال تجويع السكان المدنيين ومعاملة أي شخص يبقى كمقاتل.وأظهرت بيانات مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة في الأول من ديسمبر أن 5340 مبنى دمرت في أنحاء جباليا منذ بداية الحرب وتركز 40% من الدمار في مخيم اللاجئين بالمدينة.تقسيم غزةكشفت صور الأقمار الصناعية منذ 11 أكتوبر أن مساحات شاسعة من هذه المناطق نفسها قد تم بناء تحصينات عسكرية فيها، بما في ذلك شبكة من السواتر الواقية المرتفعة.وقال ويليام غودهيند، المحلل في "كونتيست جراوند"، وهو مشروع بحثي مستقل يتتبع التحركات العسكرية من خلال صور الأقمار الصناعية في مناطق الصراع في جميع أنحاء العالم، إن هذه السواتر الترابية تسمح للقوات الإسرائيلية "بالمناورة عبر طرق الإمداد الرئيسية مع تحسين الأمن وبالتالي حرية أكبر".وأضاف أن هذا المحور العسكري الجديد، الذي يقطع قلب ما كان في السابق مدن فلسطينية مكتظة بالسكان، "يقسم غزة بشكل فعال بحيث يمكن بدء عمليات تطهير أكثر منهجية بينما تغلق الحدود الفعلية الحركة إلى الجنوب". قيما أكد النائب السابق لقائد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، أمير أفيفي، أن الجيش فتح طريقا جديدا بين الشرق والغرب جنوب جباليا لتوفير "قنوات لوجستية"، لكنه قال إنه لا يمثل "سياسة طويلة الأمد".(ترجمات)