لم تمض سوى أيام على دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض حتى أطلق تصريحات تتحدث عن خطة تهجير للفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، ما أثار استهجانا عربيا واسعا.تصريحات ترامب دفعت القاهرة وعمّان إلى الرد على المخطط بالرفض التام لأي حل يتضمن تهجير الفلسطينيين عن أراضيهم.ورغم هذا الرفض، عاد ترامب ليتحدث بسياسة الفرض مؤكدا أن القاهرة وعمّان ستوافقان على استقبال الفلسطينيين في نهاية المطاف في خطاب حمل تلويحًا باستخدام الرسوم الجمركية في حال أصرت الدولتان على موقفهما.التصريحات الأميركية ليست فريدة من نوعها. تل أبيب أيضًا تحدثت عن خطط مماثلة إلا أن الخطورة تكمن اليوم في الآلية التي تلقف بها اليمين المتطرف الإسرائيلي مخطط التهجير وحولها لإجراءات عملية.ولكن يبقى هنا الموقف الرسمي والشعبي الفلسطيني الذي أثبت في جولات صراع عدة امتناعه عن الخروج من أرضه رغم كثافة العمليات العسكرية وقرارات الاستيطان التي قضمت أجزاء كبيرة من الضفة الغربية في السنوات الاخيرة.كما أن حركة "حماس" توّعدت بإفشال أيّ مخطط إسرائيلي أو دولي لتهجير الشعب الفلسطيني موقف ساندته حركة فتح والجهاد. ولكن يبقى السؤال المطروح هو ما هي الأدوات التي قد تستخدمها "حماس" وباقي الفصائل الفلسطينية لمنع ترحيل الفلسطينيين خصوصا أن الحديث عن التهجير لم يعد مقتصرًا على مطالبات خجولة هنا أو هناك بل تعدى ذلك إلى أعلى المستويات الرسمية.إعادة إحياء صفقة القرنوفي التفاصيل، مسؤول الإعلام في حركة "حماس" وليد الكيلاني، إن الشعب الفلسطيني رغم كل الحرب التي تعرض لها على مدار الـ15 شهرًا الماضية، لم تستطع إسرائيل تنفيذ مخططها في قطاع غزة.وأضاف في مقابلة مع برنامج "المشهد الليلة" الذي يُقدمه الإعلامي رامي شوشاني، على قناة "المشهد"، "كانت هناك مخططات واضحة في غزة.. كانت هناك خطة الجنرالات التي كانت تهدف إلى إفراغ سكان شمال قطاع غزة وإحلالها بمستوطنات إسرائيلية وكذلك عملية نقل للسكان من الضفة الغربية".وأشار إلى أن كل هذا الضغط العسكري والدعم اللامحدود من قبل الإدارة الأميركية لم ينجح في تنفيذ إسرائيل لمشروعها، لافتا إلى أن ما يحدث في فلسطين لا يمس فقط الفلسطينيين ولكن هناك مخططات أخرى تسعى أميركا وإسرائيل لتنفيذها في المنطقة.وأضح الكيلاني أن ترامب يريد إحياء صفقة القرن التي لم ينجح في تنفيذها خلال فترة ولايته الأولى وقال في حملته الانتخابية بوضوح أن المساحة الجغرافية لإسرائيل صغيرة، لافتا إلى أن ترامب يريد تنفيذ مخططه بالقوة. وأكد المسؤول الإعلامي لحركة "حماس" أن الشعب الفلسطيني بعد 77 عاما لم تتمكن إسرائيل من أن تنسيه أرضه، وبدا هذا واضحا بعد تطبيق وقف إطلاق النار في غزة وعودة سكان شمال القطاع إلى منازلهم المدمرة.(المشهد)