تناقلت الأوساط الإسرائيلية الرسمية والإعلامية الطرح الإسرائيلي تحت مسمى "خطة الجنرالات" وذلك تزامناً مع تحركات دولية داعمة لإبرام هدنة ووقف إطلاق النار.والخطة تتمحور حول احتلال محافظتي غزّة والشمال في القطاع، عبر تطهيرهما من السكان، وشنّ عمليّة عسكرية شاملة للقضاء على عناصر "حماس"، وتحويلها لمنطقة عسكرية مغلقة يمنع وصولها أو البقاء فيها.وحالياً يقطن في مدينة غزّة وشمالها نحو 300 ألف مواطن، رفضوا مغادرتها رغم ضراوة القصف الإسرائيلي والعملية البرية التي أطاحت بمقومات الحياة، وما تلاها من تجويع وترهيب بحقهم.وأفادت التسريبات الإعلامية الإسرائيلية، مطالبة 27 وزيراً وعضواً في الكنيست الإسرائيلي رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، عبر رسالة عاجلة، للدفع نحو تبني "خطة الجنرالات" التي تقوم على إخلاء شمال غزّة، وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة، وحجب المساعدات عنها.وتعيد الخطة إمكانيّة تهجير أهالي قطاع غزّة مع تصاعد الأصوات اليمينيّة المحسوبة على الائتلاف الحاكم المطالبة بتنفيذها، وفي هذا الصدد، أوردت هيئة البث الإسرائيلي، "بأنّ مسؤولين كباراً في الجيش الإسرائيلي يدرسون قبول خطة تحويل شمال قطاع غزّة إلى منطقة عسكرية، أو على الأقل اعتماد أجزاء منها".وعلى الأرض، تظهر المخاوف لدى بعض الإسرائيليين، من انتهاك الخطة لحقوق الإنسان، إلا أنّ واضعيها يزعمون توافقها مع القانون الدوليّ، بمنح السكان فرصة للفرار من الحصار مبكراً.وفي السياق ذاته، رفض المسؤول السابق بالجيش الإسرائيلي ران غورن، الخطة، مشدداً على أنّها "غير قابلة للتنفيذ، ولن تعيد الأسرى، وأنّ خطة غيورا آيلاند "الجنرالات"، لا تمثل جميع الجنرالات، بل تمثل عدداً قليلاً منهم، وهي لا تتوافق مع القانون الدولي، ولن تجد الدعم من قبل الولايات المتحدة".خطة الجنرالات تتصدر الواجهة وفي السياق، أشار المحلل العسكري في الشؤون الإسرائيلية إيال عاليما في حديث مع منصة "المشهد"، إلى أنّ خطة الجنرالات تقضي من خلال العمل الميداني والعسكري على "السكان الغزيّين الذين تبقوا في الشمال ومدينة غزّة، فبعد تهجير غالبيتهم العظمى نحو الجنوب، سوف يتم إصدار الأوامر للنزوح عبر ممرات آمنة سيوفرها الجيش الإسرائيلي بمراقبته وبحراسته، وبعد الإخلاء سيتم فرض الحصار العسكري على عناصر حركة "حماس" للاستسلام أو الموت، وبالتالي المخطط لا ينتهك القانون الدولي لأنه يسمح للسكان بالخروج قبل الحصار". وأردف المختص العسكري عاليماً قائلاً: "مادامت حركة "حماس" تبسط سيطرتها لتوزيع المساعدات الإنسانية، فلن يكون بالإمكان الإطاحة بها وفق الجيش الإسرائيلي سوى بمنعها من إعادة ترميم نفسها، من خلال تدمير قدراتها بتجنيد عناصر جديدة، ومنع الإمدادات والأموال عنها، الخطة لهزم "حماس" بالدرجة الأولى ولا تستهدف المدنيين هناك".ولفت عاليما لـ"المشهد" خلال حديثه حول الخطة الإسرائيلية إلى أنها "عرضت مؤخراً أمام أعضاء الكابينيت السياسي الأمني، في الأيام الأخيرة، ويسعى واضعوها أن يوعز المستوى السياسي للمستوى العسكري، من أجل العمل بموجبها في وقت قريب، حيث أنه بالإمكان أن تنقل هذه الخطة من الشمال إلى رفح وأماكن ثانية في قطاع غزّة، للقضاء بشكل كامل وممنهج على حركة "حماس"، وتحرير الأسرى الإسرائيليين من قبضتها". استيطان وتطهير عرقي الدعوات الدولية والأممية الرامية لإبرام هدنة في قطاع غزّة، تُقابلها خطة إسرائيلية للعلن من داخل الحزب الحاكم، الخبير في الشؤون العسكرية اللواء واصف عريقات يكشف لـ"المشهد" أهدافها:الخطة عبارة عن بالون اختبار وجس نبض للوسطاء والعالم للعودة لمخطط التهجير المرفوض من كل الأطراف، وتهديد لجهود مسار المفاوضات.خطة آيلاند (نسبة لواضعها)، تعتقد إسرائيل بأنها ستؤدي لهزيمة حركة "حماس"، بعد 11 شهراً فشلت في تحقيق أهداف الحرب.الخطة تقوم على تهجير قرابة 300 ألف من سكان شمال غزّة، وتحويلها لمنطقة خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة، في ظنّ منهم أنّ ذلك سيؤدي لقلب سكان غزّة ضد "حماس"، الأمر الذي سيعجل إبرام صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزّة، وهزيمة "حماس". وأضاف اللواء عريقات أن "الخطة تشكل خطوة دراماتيكية في الحرب المستمرة، وفي نهاية المطاف ستستولي على مساحة ثلث القطاع من سكان قطاع غزّة، فنتانياهو وحكومته اليمينية يستعدان للمرحلة المقبلة من الحرب على غزّة، وعنوانها التحضير للاستيطان وضمّ شمال القطاع، من خلال إعداد المنطقة تدريجياً للاستيطان اليهوديّ والضم لإسرائيل". تحديات وعقبات وفي هذا الإطار، قال الخبير والمحلل في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش لـ"المشهد" إنّ "خطة الجنرالات تأتي في سياق المرحلة الرابعة للحرب البرية الإسرائيلية على قطاع غزّة، وتقوم بالسيطرة على شمال قطاع غزّة وتهجير بقية سكانه، من خلال مرحلتين، الأولى فرض حصار شامل وتجويع الفلسطينيين وفتح ممرات يحددها الجيش الإسرائيلي لتهجير الأهالي ونزوحهم بعد تفتيشهم، والمرحلة الثانية، شنّ هجوم عسكري كبير على شمال غزّة، للسيطرة على المنطقة والقضاء على عناصر "حماس" بشكل كامل". وحول التحديات التي تواجه المخطط ومدى نجاعته وقدرة القوات الإسرائيلية على تنفيذه، يجيب المحلل في الشأن الإسرائيلي أبو غوش "هذا المخطط يمثل الذهنية المتسيدة والمسيطرة على المشهد الإسرائيلي اليوم، الا أنّه لا يعني أنّ إسرائيل قادرة على تطبيقه وتهجير آلاف الفلسطينيين، وهذه المنطقة شهدت معارك ضارية وعنيفة لـ5 فرق إسرائيلية لم تنجح في القضاء على عناصر "حماس"، فالإشكالية الكبرى بالنسبة للجيش الإسرائيلي في تنفيذ الخطة، أنّ الجيش لا يسيطر بشكل فعليّ على قطاع غزّة رغم العمليات والقصف والغارات المستمرة، فالوحدات القتالية الموجودة والنشطة في الميدان، لن تتمكن لوحدها من تنفيذ الخطة ميدانياً، إذا لم تعزز وتدعم بوحدات عسكريّة وحربيّة من خارج القطاع، ناهيك عن الجبهات المتعددة التي تواجهها القوات الإسرائيلية في الجبهة الشمالية، والضفة الغربية، كذلك هجمات الحوثيين، والرد الإيرانيّ المرتقب".(المشهد)