في ظل التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي، أكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث أن بلاده تركت لطهران حرية تفسير الرسالة التي قد توحي بها نقل قاذفات "بي-2" الاستراتيجية إلى المحيط الهندي، دون تأكيد رسمي بأن الخطوة تستهدف إيران بشكل مباشر."القرار لكم"وقال هيجسيث في تصريحات من بنما: "سنترك لهم القرار… إنها من الأصول العظيمة، وهي تبعث برسالة للجميع"، في إشارة إلى القاذفات التي تم نشرها في قاعدة دييجو جارسيا، وهي قاعدة أميركية – بريطانية مشتركة في المحيط الهندي.وتأتي هذه التصريحات بعد أن جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديده بـاستخدام القوة العسكرية إذا لم توقف طهران تطوير برنامجها النووي، مؤكدا أن "امتلاك إيران لقنبلة نووية أمر غير مسموح به".لكن هيجسيث، رغم لهجة الحزم، عبّر عن أمل بلاده في التوصل لحل سلمي خلال المفاوضات الأميركية الإيرانية المرتقبة، والمقررة يوم السبت المقبل في سلطنة عمان، رغم تباين الروايات حول طبيعة الحوار بين مباشر كما تقول واشنطن، وغير مباشر بحسب إيران.ما هي قاذفات "بي-2"؟تعد قاذفات "بي-2" من أقوى الأسلحة في الترسانة الأميركية، مع قدرات تخف متقدمة وقابلية لحمل أسلحة نووية وتقليدية. وبحسب مصادر في البنتاغون، تم نقل ما يصل إلى 6 طائرات بي-2 إلى دييجو جارسيا في مارس، بالتزامن مع تصعيد في الغارات الأميركية على اليمن، وارتفاع منسوب التوتر مع إيران. من أندر وأكثر الطائرات تكلفة وتعقيدًا في سلاح الجو الأميركي. لا يتجاوز عددها 20 طائرة فقط، ما يمنح أي تحرك لها رمزية عسكرية واستراتيجية كبيرة. تمتنع السلطات الأميركية عن تصديرها لدول أخرى، وتستخدمها بشكل منفرد منذ تطويرها. أكبر مميزات هذه الطائرات هي تقنية التخفي المتقدمة والتي تمكنها من الطيران بشكل خفي وصامت لاختراق أنظمة الدفاعات الأرضية. يبلغ عرض الطائرة 52 مترا وطولها 21 مترا، وتعتمد في دفعها على 4 محركات من نوع "General Electric F118". وتتمتع بمدى تشغيلي طويل، مما يسمح لها بضرب أهداف على بعد آلاف الأميال دون الحاجة إلى التزود بالوقود جوا. تعتمد على اللوحات المنتشرة على الحافة الخلفية لجناحها، للتحكم في الدوران والانحراف والانعراج، ما يجعل من الصعب كشفها. تتمتع بقدرة حمولة داخلية كبيرة، قادرة على حمل ما يصل إلى 40 ألف رطل (18 ألف كيلوغرام) من الذخائر، بما في ذلك الأسلحة التقليدية والنووية، وهذا يمنحها القدرة على إيصال مجموعة متنوعة من الذخائر إلى الأهداف بدقة فائقة. رغم ثقل الحمولة مقارنة بالمقاتلات الأخرى، تستطيع الطائرة الوصول إلى سرعة قصوى تقارب 973 كم/ساعة وارتفاع يبلغ 15200 متر.(وكالات)