يبدو أنّ التساؤلات عن السبب الجوهريّ لانسحاب بايدن ما زالت وتيرتها تتصاعد، خصوصًا وأنّ هذه الخطوة أتت مفاجئة حتى بالنسبة لمساعدي الرئيس الأميركي، بحسب صحيفة "ديلي مايل".وفي التفاصيل، سحب المانحون في الحزب الديمقراطيّ ملايين الدولارات من الأموال، ونسبة الديمقراطيّين الذين طالبوا بايدن بالانسحاب كانت تتزايد يومًا بعد يوم، كما أشارت استطلاعات الرأي في وقت سابق، إلى أنّ فرص بايدن في التغلب على دونالد ترامب تضاءلت بعد أدائه الكارثيّ في المناظرة.وعندما أجرى بايدن مكالمته التاريخية أمس عند إعلان انسحابه من السباق الرئاسي، كانت زوجته جيل بايدن موجودة. ومن الواضح أنّ بايدن استسلم لضغوط متزايدة، لكنّ متحدثة باسم السيدة الأولى كشفت أنّ قرار الرئيس جاء من تلقاء نفسه، وأكدت المتحدثة أنه تأخر في الإعلان عنه.وأضافت: "حتى الساعات الأخيرة من القرار النهائي، كانت جيل بايدن تقول إنها ستدعم بايدن في أيّ قرار يختاره، كما كانت تفعل دائمًا، فهو بطلها، وهي دائمًا تقف إلى جانبه".تفاصيل صادمةولكنّ السؤال الجوهري، ما الذي دفع بايدن إلى اتخاذ هذه الخطوة غير العادية التي أذهلت بعض موظفيه في البيت الأبيض، ومعظم الأشخاص الذين يعملون معه في حملة إعادة انتخابه؟في الواقع، استدعى بايدن مساء السبت رجلين كانا معه في مشواره منذ بدايته السياسية: المستشارين ستيف ريكيتي ومايك دونيلون. هذان الرجلان رافقاه خلال أهم المحطات في حياته السياسية منذ سنواته الأولى كعضو في مجلس الشيوخ، كما رافقاه في أسوأ الأزمات التي واجهها، منذ وفاة ابنه بو بايدن في عام 2015.وأحضر ريكيتي ودونيلون معهما بيانات جديدة و"صادمة"، من شأنها أن تساعد في اتخاذ قرار بايدن، بحسب الصحيفة.لا مجال لهزيمة ترامبوكشف المستشاران عن أحدث استطلاع داخليّ للحملة، تم إجراؤه منذ المناظرة، والذي أظهر أنه لم يعد قادرًا على هزيمة ترامب.وتم اتخاذ قرار بايدن التاريخيّ بعد فترة وجيزة، وطلب من ريكيتي ودونيلون البدء في صياغة خطاب الانسحاب، وكيفية إصدار إعلان عام به.وكان بايدن قد أصر في السابق، على أنه لن يتنحى إلا إذا تم عرض استطلاعات رأي تُثبت أنّ كامالا هاريس ستكون أفضل حالًا منه ضد ترامب، أو إذا أصيب بـ"حالة طبية حرجة". وفي النهاية، كانت هذه هي التطورات التي حسمت مصيره.طريقة مجنونة يُذكر أنّ بايدن ذهب إلى الفراش ليلة السبت في منزل الشاطئ، وعند الساعة 1:45 مساءً يوم الأحد، أجرى اتصالًا بكبار موظفيه في البيت الأبيض ومسؤولي الحملة.وبحلول ذلك الوقت، كان قد أخبر كامالا هاريس وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، عن قراره.وعند الساعة 1:46 مساءً، نشر حساب حملته رسالة من الرئيس يعلن فيها قراره التاريخي، وكان لا يزال على اتصال بالموظفين.وصُدم معظم موظفيه في كل من البيت الأبيض والحملة الانتخابية، إذ تلقوا الخبر عبر الإنترنت، وتلقوا تنبيهًا عندما نشر حسابه على "إكس" رسالة الانسحاب.وفي هذا السياق، قال أحد موظفي الحملة: "لم يكن لدى أحد علم بالقرار قبل نشر التغريدة، وبالنسبة لي هذه طريقة مجنونة لمعاملة 1300 شخص يعملون لديه في الحملة".(ترجمات)