في الوقت الذي يجتمع فيه دبلوماسيون من نحو 200 دولة عضو في نيويورك هذا الأسبوع لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، تشن إسرائيل حملة عسكرية غير مسبوقة على لبنان، الأمر الذي يطرح تساؤلا حول ما إذا كانت آليات الأمم المتحدة قد أصبحت معطلة إلى الحد الذي لا يمكن معه إصلاحها.ويواجه مسؤولو الأمم المتحدة 3 صراعات مستعصية، في الشرق الأوسط وأوكرانيا والسودان، ورغم أنها تظل واحدة من أهم المنظمات الإنسانية على وجه الأرض، وتشرف على جهود الإغاثة للاجئين وضحايا الكوارث الطبيعية وغيرهم من المحتاجين بشدة، فإن الهيئة الأمنية الرئيسية للأمم المتحدة تبدو عاجزة عن التدخل في بعض أكثر الصراعات ضراوة في العالم، بحسب صحيفة "غارديان".ويقول المؤيدون إنّ الأمم المتحدة تظل منتدى رئيسيا لحل الصراعات، وهو المنتدى الذي منع نتائج أسوأ. إصلاح ميثاق الأمم المتحدة؟وقد أدركت قيادتها الحاجة إلى التغيير الجذري، فخصصت عنصرا مهما من ميثاق المستقبل ــ مبادرة الأمين العام أنطونيو غوتيريش، التي تم تبنيها بعد مفاوضات شاقة الأسبوع الماضي ــ للجهود الرامية إلى إصلاح مجلس الأمن، الذي يسيطر على القرارات الرئيسية في الأمم المتحدة فيما يتصل بالسلام والأمن.وقد وصفت الأمم المتحدة لغة الاتفاق، الذي لا يعتبر ملزما، بأنها تحتوي على "الالتزام الأكثر تقدما وملموسا بإصلاح مجلس الأمن منذ الستينيات، مع خطط لتحسين فعالية وتمثيل المجلس، بما في ذلك معالجة التمثيل الناقص التاريخي لإفريقيا كأولوية".ولكن قبل القمة، أشار غوتيريش إلى أنّ الأمم المتحدة لا تستطيع التوسط في النزاعات حيث لم تسع الأطراف المشاركة إلى الوساطة، مثل روسيا وأوكرانيا أو إسرائيل و"حماس". وأضاف أن حالة روسيا، وهي عضو في مجلس الأمن متورطة بشكل مباشر في صراع، أظهرت أن مجلس الأمن لديه مشكلة "ليس فقط في الفعالية، ولكن في الشرعية".وقال غوتيريش لصحيفة "فايننشال تايمز" الأسبوع الماضي: "لن نحل جميع مشاكل العالم ... التحديات ضخمة وربما يستسلم الكثيرون ولكن يمكنني أن أخبرك أننا لن نستسلم". وأضاف "ليس لدينا قوة، وليس لدينا أموال، ولكن لدينا صوت ولدينا بعض القدرة على عقد الاجتماعات"، مضيفًا أن ذلك انعكس في الجهود الأخيرة بشأن الذكاء الاصطناعي التي تناولها ميثاق المستقبل.صراع الكبارخلف الأبواب المغلقة، قلل الدبلوماسيون في تصريحات لصحيفة "غارديان" من التوقعات بشأن أي اختراقات كبيرة في الأمم المتحدة بشأن تلك الصراعات، مشيرين إلى أن الانقسامات الحادة بين الولايات المتحدة وروسيا، جنبًا إلى جنب مع النفوذ الصيني المستقل المتزايد تدريجيًا، يعني أن مجلس الأمن مشلول بشكل أساسي للحكم على عدد من القضايا الرئيسية.ووصف مدير الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غاويان، قضايا إصلاح الأمم المتحدة بأنها "حلقة مفرغة"، قائلاً إن القدرة على إصلاح المجموعة تعتمد على الدول التي سيتعرض نفوذها للخطر بسبب هذا الإصلاح، فضلاً عن العقبات الداخلية الكبيرة التي تحول دون التصديق على الاتفاقيات إذا تم التوصل إليها.وقال غاويان "من المدهش أن الشيء الوحيد الذي أسمعه من الكثير من الدبلوماسيين هنا هو أنه أصبح من الصعب للغاية إقناع العواصم بالاستماع إلى ما تفعله الأمم المتحدة". وأضاف "وأسمع هذا من جميع الدول الأعضاء، لأنني أعتقد أن العديد من الحكومات قد خلصت للتو إلى أن المؤسسة تفقد أهميتها.(ترجمات)