طالبت منظمة "أطباء بلا حدود" بتقرير جديد لها حمل عنوان "غزة: العيش في مصيدة للموت"، إلى وقف فوريّ لإطلاق النار لإنقاذ حياة الناس وتمكين تدفق المساعدات الإنسانية.وأكدت ضرورة أن توقف إسرائيل هجماتها المستهدِفة والعشوائية ضد المدنيين، ويجب على حلفائها التصرف من دون تأخير لحماية حياة الفلسطينيين والالتزام بقواعد الحرب. وقال الأمين العام لمنظمة "أطباء بلا حدود" كريستوفر لوكيير، الذي زار غزة في وقت سابق من هذا العام: "يكافح الناس في غزة من أجل البقاء على قيد الحياة في ظروف مروعة، ولكن لا يوجد مكان آمن، ولا أحد في مأمن، ولا يوجد مخرج من هذا القطاع الممزق". وأضاف "العملية العسكرية الأخيرة في الشمال هي مثال صارخ على الحرب الوحشية التي تشنها القوات الإسرائيلية على غزة، ونحن نرى علامات واضحة على التطهير العرقيّ حيث يتعرض الفلسطينيون للتهجير القسريّ والحصار والقصف". وتابع "ما شهدته فرقنا الطبية على الأرض طوال هذا الصراع يتوافق مع التوصيفات التي قدمها عدد متزايد من الخبراء القانونيين والمنظمات التي خلصت إلى أنّ إبادة جماعية تحدث في غزة".وبحسب التقرير، فإن الوضع في شمال غزة خطير بشكل خاص في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة التي تتبع سياسة الأرض المحروقة وأدت إلى إخلاء مناطق واسعة من السكان وقتل ما يقرب من 2000 شخص.وقال لوكيير: "لأكثر من عام، شهد طاقمنا الطبي في غزة حملة لا هوادة فيها من قبل القوات الإسرائيلية تميزت بالدمار الشامل والتخريب والتجريد من الإنسانية. وتعرّض الفلسطينيون للقتل في منازلهم وفي أسرة المستشفيات. وتم تهجيرهم قسرًا مرارًا وتكرارًا إلى مناطق غير آمنة أو غير صحية. ولا يستطيع الناس إيجاد حتى أبسط الضروريات مثل الطعام والمياه النظيفة والأدوية والصابون وسط حصار عقابي".دعوة لوقف إطلاق النارودعت المنظمة، الدول إلى إنهاء دعمها غير المشروط لإسرائيل والوفاء بالتزامها بمنع الإبادة الجماعية في غزة. وقالت إنه في 26 يناير، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بتنفيذ "تدابير فورية وفعالة لتمكين توفير الخدمات الأساسية المطلوبة بشكل عاجل والمساعدات الإنسانية لمعالجة الظروف المعيشية المتردية التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة". وشدد التقرير على أنه يجب على الدول تسخير نفوذها للتخفيف من معاناة السكان وتمكين توسيع نطاق المساعدات الإنسانية في أنحاء قطاع غزة. وأشار إلى أنه حتى لو انتهت العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة اليوم، فإنّ آثارها طويلة الأجل ستكون غير مسبوقة، بالنظر إلى حجم الدمار والتحديات الاستثنائية المتمثلة في توفير الرعاية الصحية في جميع أنحاء القطاع. (المشهد)