يتزايد الحديث عن صراع داخلي في "حزب الله"، بعد مقتل قادة الحزب خلال الأشهر الماضية. ورغم نفي الحزب مسؤوليته عن الهجمات الصاروخية الأخيرة، يشكك المراقبون في هذا النفي، معتبرين أنّ الهجوم لا يتم بدون تنسيق داخلي. إلى ذلك، تظهر الانقسامات داخل الحزب، بين تيار يدعو للتمسك بالسلاح وآخر يفضل التهدئة، كما يظهر خلاف حول القيادة، خصوصًا حول نعيم قاسم.حالة إرباكولمناقشة آخر التطورات في هذا الشأن، قال رئيس تحرير موقع جنوبية، علي الأمين، للإعلامية آسيا هشام في برنامج "المشهد الليلة" المُذاع على قناة ومنصة "المشهد": "كل المعلومات والمؤشرات الأخيرة تدل على أنذ هناك حالة من الإرباك داخل "حزب الله"، نتيجة الصعوبة في اتخاذ الخيارات والقرارات المصيرية للمرحلة المقبلة".وتابع قائلًا: "الحزب يريد أن يبقى مؤسسة أمنية عسكرية تقوم بدورها، التي على أساسها بُني الحزب، لأنه لا معنى لوجود الأخير، إن لم يكن هناك قوة مقاومة ضد إسرائيل، بالتالي يتبنى فريق أساسي وهو الفريق الأمني العسكري داخل الحزب، فكرة استمرار المقاومة عسكريًا، لأنه يعتبر أنّ أيّ تغيير في وظيفة "حزب الله"، هو إنهاء له".غياب نصر اللهوأردف بالقول: "أدى غياب الأمين العام الراحل لـ"حزب الله"، السيد حسن نصر الله، إلى إرباك القيادة في الحزب، حيث فقد الأخير الشخصية القادرة على التقاط كل الخيوط، والحضور القوي والدور المهم الذي كان متمثلًا بشخص السيد نصر الله، لأنّ السيد حسن كان يقول كلمته ويتبعه الجميع". وأضاف: "اليوم، لا وجود لشخصية داخل الحزب تستطيع أن تقول كلمتها ويتبعها الجميع، بالتالي، بتنا نرى بوضوح مواقف سياسية تعكس التباينات داخل "حزب الله"، حتى أنّ الشيخ نعيم قاسم لا يظهر كثيرًا ولا يتحدث إلى جمهور المقاومة ويضمن أنّ الجميع سيقف خلفه، كما كان الحال مع السيد نصر الله".واستطرد قائلًا: "نحن اليوم أمام مشهد موضوعي وهو مشهد طبيعي، بعد الكارثة التي تعرّض لها الحزب على مستوى قياداته الأمنية والعسكرية، وهو مشهد يعكس في الواقع حالة الإرباك داخل الحزب، وهي حالة جعلته أمام مفترق وجودي، فإما أن يذهب نحو خيار يضمن فيه سلامته أو ما تبقى من دوره ووجوده، وإما أن يذهب إلى خيار ربما يهدد وجوده بالكامل".عملية انتحاروتابع قائلًا: "أستبعد أن نشهد خروج شخصيات من داخل الحزب تُعلن عن معارضتها لسياسته علنًا، لأنّ الكل سيقول إنه "هو الحزب"، ولا ينبغي أن ننسى الجانب التمويلي للأخير وهو إيران، التي لا تزال المؤثر الأساسي داخل الحزب، رغم أنها بطبيعة الحال غارقة أيضًا في حالة من الإرباك، وليست في الوضعية التي تتيح لها أن تدفع الحزب في اتجاه محدد، لأنها محكومة بأن تأخذ بعين الاعتبار الحسابات الداخلية داخل البلدان".وختم قائلًا: "المطروح اليوم أن يكون الحزب قوة سياسية فقط، وهو ما يشكل عملية انتحار بالنسبة له، ولا أعتقد أنّ حركة أمل ستكون بديلًا بالنسبة للجمهور الشيعي، على الرغم من التراجع النسبي لدور الحزب ونفوذه، ولكن ليس الأمر لصالح حركة أمل، لأنّ الحركة بطريقة أو بأخرى، تُشكل أيضًا امتدادًا للسياسة التي تعتمدها إيران ويعتمدها الحزب، بالتالي لن تشكل حركة أمل بذاتها المنقذ للشيعة".(المشهد)