أطلق مديرا أهم وكالتي استخبارات في العالم CIA الأميركية وMI6 البريطانية، تحذيرا من الخطر الذي يهدد النظام الدولي، مؤكدين أن العالم يواجه خطرا حقيقيا ولم يكن معرضا لخطر مماثل إلى هذا الحد منذ الحرب الباردة.زمن الحرب الباردةوخلال اللقاء الذي جمع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس جهاز الاستخبارات البريطاني ريتشارد مور، أكد بيرنز أن الاختراق المفاجئ للروس في شمال شرق أوكرانيا أثار مخاوف من أن يستخدم بوتين الإجراءات الأكثر تطرفا وعلى رأسها الأسلحة النووية التكتيكية.وأضاف بيرنز أن خلال خريف عام 2022، شعرت واشنطن بخطر حقيقي من الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية التكتيكية، ما دفعه ليتحدث مع نظيره الروسي سيرغي ناريشكين، لتوضيح عواقب هذا النوع من التصعيد. بدوره، قال ريتشارد مور إن هناك طرفا واحدا فقط يتحدث عن التصعيد النووي وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدا أن هذا الأمر غير مسؤول إلى حد كبير.القنبلة القذرةوفي أكتوبر من عام 2022، تحدثت واشنطن عن مخاوف من هجوم روسي محتمل، بعدما ادعى وزير الدفاع الروسي آنذاك سيرغي شويغو، أن أوكرانيا ستستخدم "قنبلة قذرة" حسب تعبيره، كما زعمت وسائل إعلام روسية رسمية أن كييف كانت تجمع مواد نووية لاستخدامها في ساحة المعركة، عبر "قنبلة قذرة" أو سلاح نووي منخفض التأثير، بينما زعم رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي أنه من الواضح أن روسيا هي بنفسها تخطط لشن هجوم بالقنبلة القذرة.وفي هذا الشأن، قال الخبير في العلاقات الدولية الدكتور أحمد عجاج لقناة "المشهد": "المخابرات الأميركية والبريطانية تمثلان جسدين في ثوب واحد، يعني أن هناك تعاونا وثيقا بينهما لحد الالتصاق، وهم كانوا أول من حذر بأن الروس يفكرون باجتياح أوكرانيا، ولم تصدقهم في ذلك الوقت باقي أجهزة المخابرات الأوروبية، بالتالي من المؤكد أنهما على اطلاع وثيق جدا بما يجري في روسيا، لكن الحديث مجددا عن إمكانية استخدام روسيا لسلاح نووي يأتي في سياق الضغط على الرئيس بوتين وليس في سياق الواقع الموجود على الأرض، لأن الواقع الموجود على الأرض وكما يعلم كل المحللين أن روسيا لديها قدرات كبرى من الناحية البشرية ومن ناحية الأسلحة لصد أي هجوم على أراضيها، حتى لو اخترق الأوكران أي منطقة".رسالة إلى بوتينوتابع عجاج قائلا: "من الواضح أن أميركا والغرب يوجهان رسالة إلى الرئيس بوتين بأنه لا يمكن أن ينجح في هذه الحرب وينفذ ما يريد وأن أي استخدام للأسلحة النووية لن يكون مقبولا من قبل الغرب، وهذا ما قاله رئيس المخابرات آنذاك إلى المسؤول الروسي باستشارة الأمن الروسي في تركيا، عندما حذره تماما بأنه سيكون هناك عواقب وخيمة إذا ما استخدمت روسيا السلاح النووي". وأضاف عجاج قائلا: "الولايات المتحدة الأميركية ليست وحدها من تعارض استخدام السلاح النووي بل أيضا الصين التي لا تحبذ من جهتها استخدام القنبلة النووية، وأعتقد أن بوتين نفسه لا يريد أن يستخدم هذا السلاح، وإنما يتحدث عنه كتحذير للغرب بأن عملية إعطاء أي سلاح متقدم جدا للأوكرانيين وإنزال خسائر كبرى في الجانب الروسي لن يتم من دون رد، وهذا الرد قد يصل في مرحلة ما إلى السلاح النووي، بمعنى آخر هو تهديد مزدوج لا أكثر ولا أقل". وفي موضوع التحذير من جانب الاستخبارات الأميركية والبريطانية من الخطر الذي يهدد النظام الدولي، قال عجاج: "في الواقع، الغرب يخشى كثيرا من السلاح النووي الروسي، ويخشى من استخدامه في حرب أوكرانيا، ويحاول أقصى ما يمكن أن لا يستفز الرئيس بوتين بإرسال الأسلحة التي قد تغير مسار الحرب في أوكرانيا، ويعمد فعليا إلى عملية استنزاف الروس والأوكرانيين معا ليصلوا إلى مرحلة يتفقون فيها على وقف لإطلاق النار".(المشهد)