بعد فترة طويلة كانت اعتبرت إيرلندا الدولة الأكثر عداءً لإسرائيل في أوروبا، لكن يبدو أن النرويج تمكنت من أخذ مكانها، حيث تواجه إسرائيل والنرويج حاليا الأزمة الدبلوماسية الأكثر حدة في تاريخ العلاقات بينهما، وفقا لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.وفي قلب الأزمة بين البلدين يوجد وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، الذي أدلى بسلسلة من التصريحات القاسية للغاية ضد إسرائيل. وفي القمة الدولية حول الأزمة بين إسرائيل والفلسطينيين في القاهرة، بعد أسبوعين من اندلاع الحرب في غزة، كان إيدي هو وزير الخارجية الغربي الوحيد الذي أدان إسرائيل ولم يدع إلى إطلاق سراح الأسرى. وقارن إيدي إسرائيل بروسيا في 3 مناسبات، وقال إن أوروبا تفقد مصداقيتها عندما لا تدين إسرائيل على نفس الأشياء التي أدانت روسيا بسببها.النرويج الدولة الأوروبية الأكثر عداءً لإسرائيلوعندما بدأت جلسات الاستماع في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا تتهم فيها إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي، أعربت النرويج عن دعمها للدعوى. وسأل أحد أعضاء المعارضة إيدي عن رأيه في الدعوى القضائية، فقال إن إسرائيل قد لا ترتكب إبادة جماعية في غزة، لكنها ترتكب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية. وأوضح الوزير أيضًا أنه من الجيد للمحكمة أن تكتشف ما إذا كانت الإبادة الجماعية تحدث بالفعل في غزة. وحتى في الإجراءات الإضافية الجاري اتخاذها في محكمة العدل الدولية في لاهاي بشأن شرعية سياسات إسرائيل وممارساتها في الضفة الغربية، تحدثت النرويج بقوة ضد إسرائيل. وتفاخر إيدي بأن النرويج لا تبيع أسلحة لإسرائيل، ودعا الدول التي تصدر أسلحة إلى إسرائيل للتوقف عن القيام بذلك، لأنها قد تكون متورطة بشكل غير مباشر في إبادة جماعية محتملة. ورغم السلوك الإشكالي لوزير الخارجية النرويجي، اختارت إسرائيل -لسبب ما- أن تكون النرويج هي التي تحتفظ بمئات الملايين من الشواكل من عائدات الضرائب المجمدة التي تخصمها إسرائيل من الواردات الفلسطينية لغزة كجزء من اتفاق بين إسرائيل والولايات المتحدة بعد رفض تل أبيب تحويل الأموال إلى غزة، خوفا من وقوعها في يدي "حماس".وقال رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور إن النرويج مستعدة للتحدث مع "حماس" للتوصل إلى حل سريع لإنهاء الحرب، ولم تر الصحيفة الإسرائيلية الأمر مفاجئا، لأن النرويج هي إحدى الدول الأوروبية التي لا تصنف "حماس" منظمة إرهابية.مواقف مؤيدة للفلسطينيينولفتت الصحيفة "يديعوت أحرنوت" إلى ما اعتبرته جانبا آخر من سلوك النرويج الإشكالي تجاه إسرائيل، وذلك بمنع رئيس الوزراء ملك البلاد هارلد الخامس من إرسال تعاز رسمية إلى إسرائيل بعد أحداث 7 أكتوبر "في ضوء الطبيعة السياسية للصراع".وفي الوقت نفسه، اصطحب إيدي زوجة ولي العهد النرويجي إلى معرض الكتاب في القاهرة، وعرّفها على منظمات الإغاثة العاملة في غزة، وسمعت منها قصصا مفجعة عما يحدث في القطاع، وقال وزير الخارجية في اللقاء نفسه إن ما يحدث هناك "جحيم على الأرض"، ووقف أمام الكاميرات مع زوجة وريث العرش وهي تذرف الدموع، تعبيرا عن تعاطفها مع الفلسطينيين.وكان موقف النرويج المؤيد لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ورفضت قطع التمويل عنها، حتى إن أحد كبار ممثلي الحزب النرويجي الحاكم أوصى بترشيحها لجائزة نوبل للسلام، رغم اتهام إسرائيل لموظفين فيها بالمشاركة في أحداث السابع من أكتوبر.وعلقت الصحيفة بأن "الرواية الكاذبة بأن إسرائيل هي التي بدأت الحرب على "حماس" قد ظهرت في وسائل الإعلام في النرويج، واتهمتها بأنها تسعى دائما إلى شيطنة إسرائيل، مشيرة إلى أن الشارع لا يختلف عن وسائل الإعلام في النرويج، حيث تم تصوير ناشط سلام نرويجي وهو يبصق على صور المحتجزين قرب مدخل السفارة الإسرائيلية في أوسلو.(ترجمات)