بدأت مراكز ثقافية إيرانية في الانتشار وسط مناطق سيطرة الحكومة السورية في محافظة دير الزور شرق البلاد.ووفقا لمراقبين، وُجدت هذه المراكز لاستهداف فئات المجتمع كافة خصوصا الأطفال والنساء منهم، فيما أثارت قلق الأوساط المدنية والحقوقية.وترى هذه الأوساط أن إيران تسعى من خلال مراكزها لنشر أفكارها وثقافتها في المنطقة والبداية من محافظة دير الزور ذات الغالبية السنية. "اتهامات باطلة" لإيران في السياق، قال الكاتب والباحث بالشؤون السياسية والاقتصادية الإيرانية سعيد شاوردي إنه لا توجد أي محاولة لتغيير الثقافة العربية أو ما تروّجه وسائل إعلامية عن أن إيران تريد نشر اللغة الفارسية في دير الزور. وأكد في حديثه لبرنامج "استوديو العرب" على شاشة قناة "المشهد" أن الولايات المتحدة عندما دخلت العراق وأفغانستان لم تتمكن من تغيير ثقافة الشعوب هناك. وأضاف أن "البعض يحاول تسييس القضية" وأن هناك "اتهامات توجه لإيران بأنها تسيطر على 4 عواصم وتحتل صنعاء وبغداد وغيرها". وزاد قائلا: "يقولون إن إيران تغير حكومات في هذه الدول"، مبينا أن هذا كله هو ابتعاد عن الواقع وعن الحقيقة. واعتبر أن الحديث عن أن طهران تعمل على الوتر الطائفي في دير الزور هي "اتهامات باطلة" وأن إيران تضم أشخاصا كثر من طوائف عدة وقوميات كثيرة، وكلهم يتحدثون لغتهم الأم ويتعبّدون كل حيث مذهبه وطريقته. وأضاف: "أنا مقيم في طهران لكن جذوري من الأهواز. أنا أعرف أهل الأهواز وطبائعهم وأعتز بهم".واعتبر أن بعض وسائل الإعلام ظلمت إيران وأنها غيرت الحقيقة وصنعت من طهران أنها "المحتل وتريد تدمير العرب". وقال: "للأسف هناك مسؤولين في إيران تحدثوا في مواضيع لم يكونوا على دراية كافية فيها". تنسيق مع الحكومة السورية وأكد أنه لو أرادت إيران تغيير ثقافة الأطفال في دير الزور "لأتينا بهم إلى إيران ودرسناهم في الحوزة". وأوضح أن فرنسا على سبيل المثال "عندما تنشط في لبنان وفي مصر والكثير من الدول العربية، تأخذ الشباب هناك بحجة الدراسة الجامعية أو المراكز الثقافية أو السينمائية".ولفت إلى أن العوائل في سوريا عانت من الحرب والإرهاب ومعظم الأطفال هناك إما فقد والدته أو أبيه أو أخيه، وإيران تقوم بمحاولة مساعدة هؤلاء الأطفال بالترفيه عنهم. وأكد أن ما تقوم إيران به هو "بالتنسيق مع الحكومة السورية في إطار القانون السوري". وشدد على أن الأساتذة الجامعيين السوريين يدرسون اللغة العربية في الجامعات الإيرانية وهو أمر منذ قديم الزمان. نشر الفكر الطائفي في دير الزور؟وقال المتحدث باسم عشائر دير الزور الشيخ محمود الشبل الجارالله إن إيران بعد تغلغلها في المحافظة، "قامت بنشر الفكر الطائفي عبر مخطط رسمته من خلال استغلال الوضع الاقتصادي والمعيشي في المنطقة باستقطاب عناصر تتبع للميليشيات أو في مناهج للأطفال والنساء لوضع ما يسمى حوزات علمية وغيرها". وأضاف أن طهران رسمت ما يسمى بالمزارات على غرار "عين علي"، وهي "مزار يأتون إليه من العراق ومناطق أخرى ويلطمون أنفسهم بالطين"، وهذه الأمور لا تناسب عشائر دير الزور. وقال الجارالله إن ما فعلته إيران في سوريا أو العراق أو اليمن هدفها نشر الفتنة الطائفية. وأكد أن طهران تريد استغلال فقر الناس هناك وعوزهم وتحديدا الأطفال عبر ترسيخ الفكر الطائفي في أذهانهم. وحول نجاح إيران في التغلغل في مناطق عربية عدة وتحديدا دير الزور، أكد الجارالله أن "هذا لا يعد نجاحا لطهران". وأوضح أن أهالي دير الزور خرجوا للمطالبة بحقوقهم، معتبرا أن "داعش" هو صنيعة إيران متحديا في ذات الوقت إثبات أن يكون التنظيم الإرهابي قد احتل قرية إيرانية. وأكد أن عشائر دير الزور ستبقى رافضة لوجود الميليشيات الإيرانية فيها.ولمواجهة التغلغل الإيراني وفق ما يتحدث به أهالي دير الزور، قال الجارالله إن العمل يجري على إخراج الميليشات الإيرانية من المحافظة بشكل نهائي. وأضاف: "سنطردهم من الأراضي السورية بعزيمتنا وثقافتنا وبوجودنا على هذه الأرض. نحن أبناء عشائر عربية أصيلة نرفض تغلغلهم نهائيا". (المشهد)