كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأحد أبرز مستشاريه، كان العقل المدبر وراء خطة ترامب الأخيرة للسيطرة على قطاع غزة وإخراج الفلسطينيين منه. ونقلت الصحيفة عن وكالة "باك" الإخبارية أن كوشنر شارك بشكل مباشر في صياغة تصريحات ترامب، التي أدلى بها إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال لقاء في البيت الأبيض، وفقا لمصدر مطلع. المثير في الأمر أن الصحيفة أكدت أن نتانياهو لم يكن قد طلب مسبقا من ترامب متابعة مثل هذه الخطة، ما يثير التساؤلات حول دوافعها وأبعادها. من هو جاريد كوشنر؟ جاريد كوشنر ليس مجرد رجل أعمال ناجح، بل هو شخصية أثارت الجدل والنفوذ داخل إدارة ترامب، حيث لعب دورا محوريا في سياسات الشرق الأوسط، وخاصة في العلاقات الأميركية-الإسرائيلية. وُلد كوشنر في 10 يناير 1981 لعائلة يهودية نافذة في نيوجيرسي، كانت على علاقة وثيقة مع المسؤولين في إسرائيل، ودعمت اللجنة الأميركية للشؤون العامة الإسرائيلية (إيباك). ورغم ضعف سجله الأكاديمي، التحق بـ جامعة هارفارد بعد تبرع والده بـ2.5 مليون دولار، ثم واصل تعليمه في جامعة نيويورك، حيث حصل على شهادة في القانون عام 2007. بعد زواجه من إيفانكا ترامب عام 2009، أصبح كوشنر أحد أقرب الأشخاص إلى الرئيس ترامب، ما مهد الطريق أمامه ليصبح كبير مستشاري البيت الأبيض في 2017، حيث تولى ملفات شديدة الحساسية، أبرزها "صفقة القرن" واتفاقيات التطبيع العربية مع إسرائيل. جاريد كوشنر وخطة غزةوفقا لتقرير الصحيفة الإسرائيلية، صرح كوشنر خلال حدث في جامعة هارفارد قائلا: "إن الممتلكات الواقعة على الواجهة البحرية في غزة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة، إذا ركز الناس على بناء سبل العيش". وأضاف في تصريح صادم: "إنه وضع مؤسف بعض الشيء هناك، لكنني أعتقد من وجهة نظر إسرائيل، أنني سأبذل قصارى جهدي لإخراج الناس ثم تنظيف المكان". لطالما كان جاريد كوشنر حلقة الوصل بين ترامب وإسرائيل، حيث كشفت نيويورك تايمز عام 2018 أنه يتمتع بعلاقات مالية عميقة مع تل أبيب، على الرغم من أنه كان مسؤولًا عن الوساطة في عملية السلام في الشرق الأوسط. كما واجه كوشنر تحقيقات في قضية التدخل الروسي بانتخابات 2016، واستُجوب من قبل لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي عام 2017، لكنه ظل يحظى بدعم ترامب وثقته المطلقة. مستقبل جاريد كوشنر رغم مغادرته الإدارة الأميركية، لا يزال كوشنر حاضرا في المشهد السياسي، حيث أعلن ترامب أنه رشّح والد كوشنر، تشارلز كوشنر، ليكون سفير الولايات المتحدة لدى فرنسا. ومع تصاعد التوقعات حول عودة ترامب إلى البيت الأبيض في 2024، يبقى السؤال: هل يعود جاريد كوشنر إلى واجهة السياسة من جديد؟ أم أن ارتباطه بملفات مثيرة للجدل مثل خطة غزة سيُعيق مستقبله السياسي؟ (المشهد)