على الرغم من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل يومين، تواجه "حماس" العديد من التحديات لاستمرار حكمها لغزة.ولكن إذا كان هناك من يتساءل عما إذا كانت "حماس" بعد 15 شهرًا من الحرب المدمرة لا تزال تسعى إلى إدارة غزة، أو على الأقل أن تكون المجموعة المهيمنة هناك، فقد حصلوا على إجابتهم يوم الأحد بعد الاستعراض العسكري الذي قام به مقاتلو "حماس"، وفق صحيفة "هآرتس".بمجرد الإعلان عن وقف إطلاق النار، ظهر أفراد الأمن وضباط الشرطة بالزي الأزرق على طول العديد من الطرق الرئيسية في المدن المدمرة في غزة. وبعد ذلك بوقت قصير، انضمت إليهم قوافل من القوات من الجناح العسكري لـ"حماس".استعراض عسكري وظهر المئات من المُسلحين المُلثمين من الجناح العسكري لـ"حماس"، مع الشريط الأخضر للمنظمة على رؤوسهم، في الميدان واستقبلهم الجمهور بحفاوة بالغة.وقالت "حماس" إن هدفهم كان "منع الفراغ في السلطة والفوضى، وضمان النظام العام على الرغم من الدمار في كل مكان". وفي يوم الاثنين، بعد 24 ساعة من بدء وقف إطلاق النار، توسع انتشار الشرطة، كما عاد مسلحو "حماس" إلى الظهور.إن مثل هذه المشاهد تجعل وعود إسرائيل بالإطاحة بـ"حماس" بعد الاتفاق تبدو منفصلة عن الواقع. "لا شك أن الحركة كمنظمة تعرضت لضربة قاسية. ولكن هذا لا يعني أنها اختفت أو فقدت قدرتها على حكم غزة"، هذا ما قاله أحد مسؤولي "حماس" لصحيفة "هآرتس".وأضاف أنّ الفلسطينيين ينظرون إلى "حماس" باعتبارها حركة شعبية، وأن كل استطلاعات الرأي العام تشير إلى أنها تحتل المرتبة الأولى أو الثانية بين الجمهور الفلسطيني.بالإضافة إلى الجناح العسكري لـ"حماس" وقوة الشرطة التابعة لها، هناك 50 ألف موظف آخر في غزة يعتمدون على نظام "حماس". وأشار المسؤول إلى "إنهم لا يحتاجون إلى الصواريخ والقذائف للحكم"، ويضيف أن "حماس" لا تنوي التنازل عن السيطرة بشكل كامل.لذلك، سارعت "حماس" إلى الموافقة على الاقتراح المصري بإنشاء لجنة إدارية مهنية بالتعاون مع السلطة الفلسطينية. وقد رفض الاقتراح كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية.حتى أنصار "حماس" في غزة يعترفون بأن الجماعة مدينة للسكان المدنيين ببعض الإجابات، الآن بعد أن أصبح أكثر من مليون من سكان غزة بلا مأوى. ويقول أحد سكان مدينة غزة الذي نزح إلى دير البلح ويرغب الآن في العودة إلى دياره: "إن إعادة التأهيل الشاملة أمر ضروري في كل مكان تذهب إليه. فنحن لا نهتم بمستقبلنا السياسي أو بأي خطة مستقبلية".حتى الآن، لا يبدو أن "حماس" لديها أي خطط قابلة للتطبيق لإعادة بناء غزة، ومن غير الواضح كيف ستحصل على عشرات المليارات من الدولارات التي سوف تكون مطلوبة لمثل هذا النوع من إعادة التأهيل على نطاق واسع.خيارات محدودةيقول مسؤولو السلطة الفلسطينية إن "حماس" تتمتع بميزة واضحة عليهم، وعلى أي وكالة أخرى في غزة، لأنها الحركة الموجودة حاليًا على الأرض.وأضافوا "قدمت السلطة الفلسطينية خطة وتقول إنها مستعدة للحكم في غزة ولكن لا توجد إمكانية للتطبيق". والآن ينتظر الناس في غزة ليروا ما إذا كان الاتفاق سوف ينفذ بالكامل، وما إذا كان القتال لن يستأنف حقا، وما إذا كان معدل المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة سوف يزداد حقا في الأيام المقبلة.ترفض إسرائيل أي خطط لـ"حماس" أو السلطة الفلسطينية لإدارة غزة، لكن خياراتها محدودة: إنشاء حكومة وحدة وطنية فلسطينية من شأنها أن تجلب شخصيات جديدة إلى المشهد، بدلاً من شخصيات مثل رئيس الوزراء الحالي للسلطة الفلسطينية محمد مصطفى.تمكين "حماس" من الاستمرار في السيطرة على غزة.استئناف الحرب. (ترجمات)