طوّقت الدبابات الإسرائيلية مستشفيين في مدينة خان يونس بقطّاع غزّة، يوم الاثنين، حارمة سكّان أكبر مدينة في جنوب القطّاع من الحصول على الرعاية الطبية. وشنّت إسرائيل هجوماً الأسبوع الماضي للسيطرة على المدينة التي تصفها بأنها المقر الرئيسي لمقاتلي حركة "حماس". خان يونس تحت أعنف قصف منذ بدء الحرب وقال السكّان إن القصف الجوي والبري والبحري كان الأكثر كثافة في جنوب غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر بعد توغّل الدبابات الإسرائيلية عبر المدينة من الشرق إلى المناطق الغربية القريبة من ساحل البحر المتوسط، وصولاً إلى قلب المدينة في ديسمبر الماضي. وقالت السلطات الصحية التابعة لـ "حماس" في غزة في تحديث يوم الاثنين إن أحدث مرحلة في الحرب دفعت القتال إلى عمق آخر مكتظ بالفارين من القصف الذي أودى بحياة 25295 شخصاً على الأقل منذ 7 أكتوبر. ويتواجد غالبية سكان غزة وعددهم 2.3 مليون نسمة الآن في دير البلح شمال خان يونس ورفح جنوبي خان يونس. ويتكدس غالبية الفارين في مبان عامة ومخيمات واسعة مبنية من الخيام المصنوعة من أغطية بلاستيكية فوق دعامات من الخشب. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه فقد الاتصال بموظفيه في مستشفى الأمل التابع له في خان يونس، القاعدة الرئيسية لوكالة الإنقاذ، حيث تتوقف الدبابات الإسرائيلية خارجه. وإلى الغرب، وصلت دبابات إسرائيلية متقدمة إلى منطقة المواصي بالقرب من ساحل البحر المتوسط للمرة الأولى، عازلة مستشفى الخير وتمركزت حول جامعة الأقصى القريبة، المكتظة بآلاف المدنيين النازحين.وفي مستشفى ناصر، المستشفى الرئيسي الوحيد الذي ما زال من الممكن الوصول إليه في خان يونس وهو الأكبر الذي لا يزال يعمل في غزة، قال شهود إن قسم الحالات المستعجلة مكتظ بالجرحى الذين يعالجون على الأرض وفي الممرات. وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيّون لرويترز إن 20 جثة على الأقل وصلت إلى هناك خلال الليل، ويتوقعون وصول المزيد لاحقاً، حيث تصعّب الدبابات الإسرائيلية المنتشرة في الشوارع على رجال الإنقاذ انتشال الجثث. وقال أحد أفراد الطاقم الطبي في مستشفى ناصر للوكالة إن خان يونس شهدت هجوماً برّياً وجوّياً إسرائيليا غير مسبوق وإن السكان محاصرون بالقرب من بلدة المواصي وفي مستشفى الأمل وجامعة الأقصى وإن الناس يأتون بالقتلى والجرحى على عربات تجرها حمير. وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة في بيان، إن "عشرات القتلى والجرحى محاصرون في مناطق استهدفتها القوات الإسرائيلية". وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يمنع سيارات الإسعاف من التحرك لانتشال القتلى والجرحى غرب خان يونس.30 ألف نازح مستهدفون في خان يونسوأعلن المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ "حماس" في غزة، اليوم الاثنين، استهداف إسرائيل لـ30 ألف نازح في 5 مراكز إيواء بمدينة خان يونس. وقال المكتب في بيان تلقّت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، إن الجيش الإسرائيلي "استهدف خلال الساعات الماضية 30 ألف نازح في 5 مراكز إيواء بخان يونس ادّعى أنها مراكز آمنة وكان قد دعا المواطنين للجوء إليها ثم ارتكب فيها مجزرة". ويعد اقتحام الأجزاء الغربية من خان يونس آخر مرحلة في معركة وصفها المسؤولون الإسرائيليون بأنها آخر هجوم بري واسع النطاق قبل أن يتحولوا إلى عمليات أقل كثافة وأكثر استهدافا للقضاء على "حماس".ولم يوضحوا خططهم بالنسبة للمناطق المتبقية مثل رفح ودير البلح، حيث يلتجئ معظم سكان غزة الآن، بينما ينفد الغذاء والدواء وتقتل الغارات الجوية الإسرائيلية أسراً خلال نومهم ليلا. ورغم أن أغلبية ساحقة من الإسرائيليين يؤيدون الحرب، إلا أن عدداً متزايداً وبقيادة أقارب الأسرى المتبقين يقولون إن على الحكومة أن تفعل المزيد للتوصل إلى اتّفاق لإطلاق سراحهم، حتى لو كان ذلك يعني كبح جماح عملياتها العسكرية. وحمّل البيان، المجتمع الدولي والإدارة الأميركية "المسؤولية نتيجة استمرار هذه المجازر والجرائم ضد القانون الدولي وضد القانون الدولي الإنساني وضد كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية". وترفض إسرائيل حتى الآن المطالبات الدولية بوقف القتال مصرّة على مواصلة القتال "حتى القضاء على "حماس" بالكامل"، والتي تتّهمها باستخدام المدنيين كدروع بشرية.(وكالات)