شهدت سوريا تطورات ميدانية مفاجئة مع سيطرة الفصائل المسلحة على حلب وتقدمها جنوبًا نحو محافظة حماة. وتعد حماة نقطة إستراتيجية محورية، حيث سيطرت الفصائل على بلدات رئيسية، وسط مواجهات عنيفة وضربات جوية مكثفة من الجيش السوري والطيران الروسي.بالتزامن، سيطرت الفصائل على 4 مطارات عسكرية في حلب، مما يعكس تصاعدًا كبيرًا في حدة الصراع، مع وصول تعزيزات كبيرة من الجيش السوري لمحاولة كبح هذا التقدم. وفي سياق التطورات الميدانية في سوريا، يرى الخبراء أن الطائرات المسيّرة لعبت دورًا كبيرًا في الهجوم الذي نفّذته الجماعات المسلحة في سوريا، مشيرين إلى أنها ساهمت ومنذ اليوم الأول، في تقدم المسلحين على الأرض وخاصة في ريف حلب الغربي وصولاً إلى المدينة التي أصبحت تحت سيطرتها بالكامل.إلى ذلك، تتبع الجماعات ذات السياسة العسكرية الآن، في الهجوم الذي بدأته على 3 محاور، في مسعى منها لدخول مدينة حماة وسط البلاد، ولم يسبق أن كشفت الفصائل ومن بينها "هيئة تحرير الشام"، امتلاكها للمسيّرات من قبل.تفوق المسيّراتمن جانبه، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد أحمد رحال لقناة "المشهد": "ستتفوق المسيّرات بشكل مستمر في هذا التصعيد، باعتبار أنّ استفراد نظام الأسد واستفراد روسيا بالقوات الجوية والطيران، ستكون دون أدنى شك، لصالح النظام ولصالح موسكو".وتابع قائلًا: "في كل معركة تحصل مفاجأة، وفي كل معركة هناك سلاح جديد، وباعتبار أنّ المسيّرات أصبحت سلاح العصر، إن كان من ناحية القدرة على استخدامها أو من ناحية الإمكانيات المادية والتكلفة وتأثيرها الكبير الذي أحدثته مؤخرًا في الحروب الدائرة في الشرق الأوسط، بالتالي استخدام تلك المسيّرات حقق وسيحقق نتائج مبهرة، إن كان في قصف تجمعات نظام الأسد وإيران أو في مكان الاجتماعات، من هنا بإمكاننا القول إن المسيّرات أحدثت بالطبع فارقًا كبيرًا، لكن لا نستطيع أن نقول إنها أحدثت توازنًا في العمل الجوي".وأردف بالقول: "لم يعد هناك قيمة للدعم الخارجي اليوم، فقد سيطرت المعارضة على 5 مطارات التي تعتبر مركزًا أساسيًا لمستودعات الأسلحة، وسيطرت كذلك على معامل وزارة الدفاع العسكري في حلب، وعلى كل مستودعات الأسلحة في المدينة وفي مدن أخرى بالإضافة إلى أكبر 5 مدن في ريف حماة، ولدى المعارضة اليوم قدرات عسكرية تفوق ما يمتلكه النظام، بالتالي لا حاجة لها لأي امدادات خارجية، أما الطيران المسيّر إن كان تصنيعه محليًا أو خارجيًا، يستطيع أن يحقق أهدافًا بارزة، ولكن حتى لو توقفت المسيّرات، لدى الفصائل قدرات عسكرية ضخمة".احتدام المعارك في حماةوعن سبب احتدام المعارك في حماة، قال رحال: "تتمثل أهمية محافظة حماة في نقاط مهمّة وهي التي تفسر احتدام المعارك فيها ومن بينها:العامل المعنوي: في الثمانينات، عندما ارتكب نظام الأسد الأب مجزرة حماة وقتل فيها ما يزيد عن 50 ألف مواطن سوري دون سبب.طريق التقسيم: عندما ستسيطر المعارضة على حماة، لن يكون هناك تقسيم في سوريا بعد اليوم، وسترفض الفصائل التقسيم بالمطلق لأنها تبحث عن وحدة الأراضي السورية، وبالتأكيد لن تذهب المعارضة في اتجاه الساحل وتسبب بحرب طائفية، لكنها ستقطع الطريق ما بين دمشق والساحل، كي لا يكون هناك أي تقسيم، خصوصًا أن للمعارضة حسابات وتوازنات وقدرات وخطط عسكرية، وهذا المحور يتقدم ويحقق نتائج مبهرة.وختم قائلًا: "قوات الأسد وإيران المتمركزة في جبل زين العابدين، بدأت بالانسحاب جزئيًا من بعض تلك المواقع وذهبت من جهة الساحل ومن جهة حمص، مما يدل أن حماة أصبحت مهددة بالنسبة للنظام، وأصبحت شبه مفتوحة للفصائل التي تدير العمليات العسكرية".(المشهد)