نشر "حزب الله" فيديو لمسح مناطق وأهداف في شمال إسرائيل بأدقّ التفاصيل. شمل الفيديو ميناء حيفا وحاويات المواد الكيميائية في محيطه، ومطار حيفا ومراكز تصنيع صواريخ وغيرها. فأيّ رسالة يريد "الحزب" إيصالها؟ وماذا يعني نشر الفيديو في هذا التوقيت؟في السياق، أكّد الخبير الإستراتيجي والعسكري العميد المتقاعد ناجي ملاعب، في حديثٍ لـ"المشهد"، أنّه ليس صدفة أن يُنشر هذا الفيديو بعد يومين من عيد الأضحى ووقف "حزب الله" للعمليات خلال العيد على عكس الجانب الإسرائيلي الذي أشعل الجبهة بشكل قويّ من دون ردّ من "الحزب". وبرأي ملاعب، ردّ "حزب الله" في الوقت الذي يوجد فيه المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين في لبنان، بعد زيارة قام بها إلى إسرائيل لمحاولة تهدئة الوضع، يعني أنّ الرسالة التي حملها هوكشتاين على ما يبدو لا تتضمّن أي حلّ للبنان ولم تُرض "حزب الله". وأضاف ملاعب: "لذلك شهدنا أوّل رسالة بتصعيد الردّ من قبل "حزب الله" عبر المسيّرات وصولاً إلى نهاريا، وثانياً من خلال الفيديو الذي نشره". فيديو "حزب الله"أهميّة هذا الفيديو ليست فقط في أنّه صوّر منطقة حيفا والجليل، وفق ملاعب، إنّما "أهميّته تكمن في النقاط التي أشار إليها وبالذات الإشارة إلى شركة صناعة الأسلحة رفائيل". فهذه الشركة تتعاون مع شركة رايثيون الأميركية لتصنيع صواريخ القبة الحديدية".وتابع ملاعب: "التصويب على هذا المصنع تحديداً هو تصويب على مصادر صناعة صواريخ القبة الحديدية، وعلى المستوى العسكري يُفسّر بأنّه شلّ للقدرات الدفاعية الجوية لإسرائيل وهنا تكمن أهميّة الرسالة"، مضيفاً: طبعاً ميناء حيفا وكلّ ما ظهر في الفيديو مربك للجانب الإسرائيلي ولكن هذا الموضوع تحديداً أي الإشارة إلى أماكن تصنيع الصواريخ يعني أنّ "حزب الله" على دراية بأدقّ التفاصيل.هي رسالة للردّ على التصعيد الإسرائيلي يقول "حزب الله" من خلالها لإسرائيل "إذا بتوسعوا منوسّع" وقادرون على الوصول إلى أهدافنا.فيديو البداية ولفت ملاعب إلى أنّ الفيديو يحمل الرقم 1، وهذه إشارة إلى أنّ لدى "حزب الله" بنك أهداف كبيراً ليس فقط في الشمال وحيفا إنّما ما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا، فـ"الحزب" أرسل في الماضي طائرة صورت مفاعل ديمونا في النقب. وبالتالي هي إشارة إلى أنّ هذا هو الفيديو الأوّل ولدى "الحزب" فيديو ثانٍ لأماكن أبعد من مناطق الشمال. وأشعل "حزب الله" الجبهة كما يظهر ذلك جليًّا في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بعد ما حصل. فوزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال: "نقترب من لحظة اتخاذ قرار تغيير قواعد اللعبة ضد "حزب الله" ولبنان وفي حرب شاملة سيُدمَّر "الحزب" وسيتعرّض لبنان لضربة مدمرة". وكذلك في تعليق رئيس بلدية حيفا يونا ياهاف الذي قال: "يمكن أن نفهم أن "حزب الله" يحاول إيقاع الرعب في نفوس سكان حيفا والشمال"، مطالباً الحكومة بخطة للدفاع الشامل وإيجاد الحل العسكري لإزالة "التهديد من الشمال". (المشهد)