ثنائي مثير للجدل بات يشغل العالم أجمع. ترامب وماسك يغردان خارج السرب، ويقدمان وعودا متبادلة، فالأول سيمنح المال والآخر سيعرض منصبا وزاريا مرموقا، في خطوة أثارت تساؤلات كثيره حول النوايا التي يخطط لها الثنائي لأميركا وللعالم بأسره.وعود ترامب لماسكوبعد وقت قصير على إجراء الملياردير الأميركي إيلون ماسك مقابلة مع المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب على منصته "إكس"، خرج الرئيس الأميركي السابق ليقترح منح ماسك منصبا وزاريا في ولايته الثانية، وأكد ترامب أنه مستعد لتقديم دور لماسك في إدارته بالبيت الأبيض إذا أراد هو ذلك، مبرزا أن أحد الخيارات المتاحة حتى الآن هو منصب عضو في لجنة كفاءة الحكومة.وتفاعلًا مع مقترح الرئيس الأميركي السابق، نشر ماسك عبر منصة "إكس" منشورا، أكد من خلاله، أنه جاهز لهذا المنصب، وأرفق المنشور بصورة معدلة بالذكاء الاصطناعي.وفي سياق متصل أكدت وسائل إعلام أميركية أن مقترح ترامب جاء نتيجة للدعم السخي الذي يقدمه ماسك لحملته، حيث يعد من أبرز المؤيدين للمرشح الجمهوري، ويغرد بشكل متواصل من أجل حث الأميركيين على التصويت لصالحه.نوايا خفيةومن جهه أخرى، حذر مراقبون من النوايا الخفية لهذا الثنائي المثير للجدل، خصوصا وأن ماسك لا يبدو بحاجة لمنصب وزاري، وهو يتصدر قائمة أغنى رجال العالم، كما اعتبروا استخدامه لمنصة "إكس" من أجل الترويج لبعض الخيارات والقضايا السياسية، هو أمر يطرح الكثير من علامات الاستفهام.في هذا الشأن، قال عضو الحزب الجمهوري الأميركي بشار جرار لقناة "المشهد": "لا شك أن انضمام ماسك إلى الحملة السياسية التي يقودها الرئيس ترامب منذ العام 2016 وحتى الآن، لم تتوقف حتى وهو خارج البيت الأبيض، ولا شك أنه أثار جنون المتخوفين من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ليس فقط في أميركا ولكن أيضا في أوروبا وبشكل خاص في بريطانيا".وتابع جرار قائلا: "هذا التخوف من التقارب بين ماسك وترامب يتعلق بمحاربة ما يسمى بالتضليل الإعلامي الذي كسره ماسك من خلال شرائه لـ"تويتر" وتحويلها إلى منصة "إكس" للتعبير المطلق عن حرية التعبير، ولكن دون مخالفة القانون، بمعنى آخر إذا تحول الأمر إلى التحريض على العنف أو الدعوة إلى أي عمل من أعمال الكراهية، يحذف ماسك الحساب فورا وليس فقط التغريدة".وأردف جرار قائلا: "أعتقد بكل صراحة أن هذا الأمر هو الذي أثار المخاوف خاصة في بريطانيا، خصوصا بعد موجات العنف المتكررة التي ارتبطت بشكل أو بآخر بالنسيج الداخلي البريطاني، الذي يرتبط بشكل وثيق بالخوف من الهجرة التي لم تندمج بالمجتمع البريطاني، وبالتالي تشكل خطرا على الديمقراطية الحقيقية".حرب أهلية محتملةواستطرد جرار قائلا: "إيلون ماسك أشار إلى الغبن الذي يتعرض له كل من يتحدث بخلاف اليسار المتهور في تطرفه، وهناك أمور كثيرة لو تم كبتها ستتحول إلى بذور لحرب أهلية، وهذا أمر وارد في بريطانيا وفي أميركا وحتى في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا". وقال جرار: "كلما اشتد الضغط الاقتصادي في هذه البلدان، أثير الجدل حول مشروعية حرب أوكرانيا، والموقف من السياسات التي تتعلق بالشرق الأوسط خصوصا في موضوع الصراع مع إسرائيل".وختم جرار قائلا: "أعتقد أن ماسك تمكن من إظهار زيف وتضليل الستريم - ميديا، عندما تعهد بإظهار الحقائق، وماسك لا يهمه أن يشغل منصبا حكوميا، بل سيكون مؤثرا فعليا في لجنة كفاءة الحكومة، لأنه يعرف تماما كيف سيصرف المال العام وكيف يستثمره حتى يحقق نهضة حقيقية".(المشهد)