منذ اندلاع حرب غزة واتخاذ "حزب الله" قرار تشكيل جبهة مساندة للقطاع من لبنان، وإسرائيل تطالب الحزب بالتراجع إلى ما وراء نهر الليطاني، هذا الفاصل الذي لطالما شكل خط مواجهة ومسرح قتال بين الطرفين.ولكن ما هو نهر الليطاني؟ وكم يبعد نهر الليطاني عن حدود إسرائيل؟ ولماذا يتم ذكره كثيرا عند الحديث عن حل بين إسرائيل و"حزب الله"؟في الواقع ومن خلال غاراتها الجوية على مواقع "حزب الله" في جنوب لبنان أو غير مناطق حاليا، تسعى إسرائيل لتحقيق هدف واضح: إجبار "حزب الله" على التراجع إلى ما وراء نهر الليطاني الذي يتدفق في البحر الأبيض المتوسط.كم يبعد نهر الليطاني عن حدود إسرائيل؟ يعتبر نهر الليطاني الذي يبلغ طوله 150 كيلومتراً ويمتد على طول 170 كيلومترا من منبعه شرقا شمال سهل البقاع إلى مصبه غربا في البحر الأبيض المتوسط على بعد حوالي 30 كيلومتراً إلى جنوب الحدود الإسرائيلية، وتبلغ سعته حوالي 750 مليون متر مكعب سنويا، رمزاً للصراعات في جنوب لبنان:أول توغل قامت به إسرائيل في المنطقة عام 1978، استهدف منظمة التحرير الفلسطينية، وأطلق عليه اسم "عملية الليطاني" وخلاله وصل الجنود الإسرائيليون إلى النهر.بعد 4 سنوات، أرسلت إسرائيل مرة أخرى قواتها إلى لبنان وأجبرت قادة منظمة التحرير الفلسطينية على الفرار إلى الخارج. وبعد انتهاء الحرب عام 1985، سيطرت إسرائيل على أجزاء من جنوب لبنان لمدة 15 عامًا.واليوم، إسرائيل تقاتل "حزب الله" الجماعة التي أسسها الشيعة اللبنانيون في أوائل الثمانينيات بمساعدة إيران، وبحسب حكومتها فإن "حزب الله" ينتهك قرار الأمم المتحدة رقم 1701 من خلال نشر أسلحة جنوب نهر الليطاني، في حين تقول الحكومة اللبنانية و"حزب الله" إن إسرائيل نفسها تنتهك أيضا القرار.ولكن ما هو القرار 1701 وما علاقة نهر الليطاني به؟مع انتهاء الحرب اللبنانية الإسرائيلية الثانية عام 2006، تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين يهدف لحل النزاع اللبناني الإسرائيلي. وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يحمل الرقم 1701. وجاء فيه ما يلي:يدعو مجلس الأمن إسرائيل ولبنان إلى دعم وقف دائم لإطلاق النار وحل طويل الأمد على أساس المبادئ والعناصر التالية: إنشاء منطقة خالية من أي أفراد مسلحين بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، الأصول والأسلحة غير تلك المملوكة للحكومة اللبنانية.وبحسب القرار، يتوجب على "حزب الله" سحب جميع قواته وأسلحته من المنطقة الواقعة بين الليطاني والحدود الإسرائيلية.واضطر الجيش الإسرائيلي إلى مغادرة لبنان.وهكذا تم إنشاء منطقة عازلة يبلغ عرضها حوالي 30 كيلومترًا، وتحرسها قوات الأمم المتحدة، بين إسرائيل و"حزب الله".ولكن تغيّر الوضع في أكتوبر الماضي، عندما بدأ "حزب الله" بشن هجمات صاروخية شبه يومية ردا على اعتداءات إسرائيل، ودعماً لـ"حماس" في غزة.هدف إسرائيل إبعاد "حزب الله"ومع هجماتها الجديدة في لبنان، تقول إسرائيل إنها تسعى لدفع "حزب الله" إلى ما وراء نهر الليطاني، حتى يتمكن المدنيون الإسرائيليون من العودة إلى شمال البلاد.وبحسب وزير الخارجية الإسرائيلي، فإذا لم يجبر المجتمع الدولي "حزب الله" على تطبيق القرار 1701، فإن إسرائيل ستفعل ذلك بنفسها. وبحسب خبير في شؤون الشرق الأوسط في جامعة كينغز كوليدج لندن سيمون والدمان، فإن إعادة تفعيل خط ترسيم الأمم المتحدة على نهر الليطاني هو الإمكانية الوحيدة لوقف دوامة العنف الجديدة. وإذا كانت الولايات المتحدة تريد من شريكتها إسرائيل أن تتوقف عن تصعيد الصراع مع "حزب الله"، فيجب عليها "إيجاد آلية ما لتنفيذ القرار 1701"، كما يقول والدمان. ويعتقد أن أي حل لا يأخذ هذه النقطة بعين الاعتبار سيُفهم على أنه هزيمة في إسرائيل. ولم يظهر أي حل حتى الآن. لذلك تدرس الحكومة الإسرائيلية خيار احتلال جديد لجنوب لبنان.ومنذ عدة أيام، انتشرت وحدات الدبابات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان. ومن الممكن أن يصبح نهر الليطاني قريباً هدفاً لتوغل بري إسرائيلي جديد.(ترجمات)