قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أنّ الجيش الأميركيّ اختُرق من قبل عنصريّين من أنصار تفوّق العرق الأبيض، ومن طرف متمردين، فيما حذر الخبراء من أنّ تقرير وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأخير، الذي يتضمن تفاصيل العشرات من المؤامرات الداخلية للإطاحة بالحكومة، هو مجرد غيض من فيض.في 30 نوفمبر الماضي، أصدر البنتاغون تقريرًا يوضح أنه حقق في 183 "حالة تطرف" داخل الجيش، بما في ذلك 78 حالة لعناصر "تدعو إلى الإطاحة بالحكومة الأميركية، أو تشارك فيها أو تدعمها".فيما حذر الخبراء من أنّ هذا التقرير الذي يوضح تفاصيل 78 مؤامرة داخلية للإطاحة بالحكومة، هو فقط الجزء الظاهر من التحقيقات.وفي الوقت ذاته، رجّح الخبراء أن تكون هذه الأرقام أقلّ من الواقع بشكل كبير، مشيرين إلى استطلاع أجرته صحيفة "ميليتيري تايمز" عام 2020، أظهر أنّ ثلث أعضاء الخدمة النشطين، شهدوا علامات على وجود مشاعر "القومية البيضاء" أو العنصرية بين زملائهم من القوات.البنتاغون "لا يعمل بما يكفي"وبحسب "ديلي ميل"، فقد اتهمت المؤسسة المشاركة للمشروع العالميّ ضد الكراهية والتطرف "هايدي بيريش"، البنتاغون، بعدم القيام بما يكفي لاجتثاث المتطرفين في صفوفه.وقالت المؤسسة، "إذا لم يأخذ الجيش هذا الأمر على محمل الجد، فهذا يعني أنّ الهجمات الإرهابية ستكون أكثر عنفًا وأكثر نجاحًا، هذا سم لبقية المجتمع الأميركيّ إذا لم نقتلع هؤلاء الأشخاص، فسيكونون مميتين".وأوضحت أنّ تقرير البنتاغون أتى وسط تسجيل سلسلة من الاتجاهات المثيرة للقلق من التطرف داخل الجيش، فعلى مدى العقد الماضي تأسست مجموعة من "النازيين الجدد" على يد جنديّ سابق.وأشارت إلى أنّ عددًا مهمًا من المخططات لمهاجمة البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة، دبرها جنود حاليون وسابقون، في حين أنّ 18% من المتهمين في ما يتعلق بحصار مبنى الكابيتول عام 2021، لديهم خلفيات عسكرية، ففي أعقاب أعمال الشغب التي وقعت في السادس من يناير2021، اعترف البنتاغون بأنه لا يعرف كيفية التعامل مع مشكلة التطرف داخل صفوفه، وطلب إتاحة الفرصة للقادة لمعالجة هذه القضية.أكد ذلك المؤرخ السياسيّ في جامعة جورج واشنطن بالعاصمة الأميركية مات داليك، بقوله، إنّ "التطرف كان مصدر قلق طويل الأمد داخل الجيش، والمثال الأكثر شهرة هو الجنديّ السابق تيموثي ماكفاي، الذي كان وراء تفجير مدينة أوكلاهوما عام 1995 مخلّفًا 168 قتيلًا ونحو 700 جريح".اختراقات في الجيش الأميركي وفي أكتوبر الماضي، أقرّ جنديّ سابق في مشاة البحرية، بأنه مذنب في تهمة تتعلق بمؤامرة للنازيين الجدد، لمهاجمة البنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة، والتي تم التخطيط لها على مدى 3 سنوات في معسكر للجيش بولاية كارولينا الشمالية.حيث اُتهم ليام كولينز بسرقة معدات عسكرية وتسليمها إلى المتآمرين الذين خططوا لاستخدامها في الاعتداءات على محطات الطاقة.ولعلّ المثال الأكثر شهرة في الآونة الأخيرة لتسلل المتطرفين إلى الجيش الأميركي، كان الملازم في خفر السواحل كريستوفر هاسون.وقد حُكم على جنديّ البحرية السابق وعضو حرس الجيش، بالسجن لمدة 13 عامًا بتهم تتعلق بالأسلحة والمخدرات، بعد اتهامه بالتخطيط لمذبحة ضدّ نانسي بيلوسي وغيرها من الديمقراطيّين والصحفيّين، وفقًا للصحيفة البريطانية.(ترجمات)